من المؤكد أن إعلان لحسن الداودي وزير التعليم العالي في حكومة بنكيران عن التوجه نحو إلغاء مجانية التعليم العالي، خلّف وسيُخلف استياء عارما في صفوف عموم المغاربة. الداودي الذي حاول أنْ يشرح أنَّ قرار إحداث رسوم على الدراسات العليا في عدد من التخصصات، يهدف إلى مساهمة الأسر التي وصفها بالميسورة في مجهود الجماعة، نسي أن أغلبية الأسر المغربية لا يجمعها مع اليُسر إلا الخير والإحسان، وأن معظم أبنائها الذين يحالفهم الحظ في الوصول إلى الجامعات ينظرون إلى "المجانية" كحق مقدس لا يجب المساس به. وبصرف النظر عن النوايا الحسنة التي عبّر عنها الداودي بحديثه عن تكفل الدولة بأبناء الفقراء المتابعين لدراساتهم العليا، فإن قراره الذي سيحمل قريبا صفة المشؤوم، سيُنهي أحلام الكثيرين من دون شك في الحصول على شهادة جامعية أو ديبلوم في تخصصات معينة، وربما سيكرس تعليما طبقيا تماما كالذي تصدح برفضه حناجر الطلبة في مختلف المواقع الجامعية. الداودي يحل ضيفا على نادي "النازلين" في انتظار تفاعل الشارع المغربي مع قراره "الجريء"، ويجلس إلى جانب نزلاء آخرين قال الشارع قراره فيهم.