تعاني مدينة الرباط منذ أيام من تراكمات الأزبال وتكدسها عبر مختلف شوارع العاصمة، زاد من حدتها ارتفاع درجة الحرارة الذي تشهده المدينة، مما خلف استياء الساكنة من أكوام الأزبال المتناثرة في الشوارع والأحياء والتي تنبعث منها روائح كريهة. وفي عز موجة الحرارة التي تجتاح العاصمة مع فصل الصيف، تؤثث أطنان من الأزبال أبرز شوارعها، حيث تتواجد الأزبال على حافة الطريق، أمام المنازل، والمدارس، وحتى المستشفيات التي لم تسلم من هذه المزابل. وأمام تكدس أكوام النفايات بمختلف شوارع وأزقة مدينة الرباط في الآونة الأخيرة وما ينجم عنه من انبعاث روائح كريهة أثارت استياء وقلق الساكنة والمارة على حد سواء، يطرح من جديد على السطح إشكالية التدبير المفوض كأسلوب تدبيري لهذا المرفق ومدى نجاعته. وهكذا تحولت شوارع وأزقة المدينة، إلى مطارح للنفايات. بسبب المشاكل التي تعاني منها الشركات المكلفة بتدبير هذا المرفق ببلدية الرباط، وهي مشاكل تتعلق بتنفيذ بنود دفاتر التحملات بالنسبة لشركة "فيوليا" المكلفة بجمع ومعالجة النفايات بمقاطعتي يعقوب المنصور وحسان أو تتعلق بمشاكل العمال ومطالبهم بالنسبة لشركة "تيكميد" المكلفة بجمع ومعالجة النفايات بمقاطعات اليوسفية والسويسي وأكدال الرياض، وأمام هذا الوضع المربك، الذي يضع تجربة التدبير المفوض لمرفق النفايات بالعاصمة على المحك، تطرح مسألة إعادة النظر في دفاتر التحملات الخاصة بالشركات المفوض لها تدبير المرفق. وكلفت شركات التدبير المفوض المعنية بجمع ومعالجة النفايات المجلس الجماعي لمدينة الرباط ما يناهز 17 مليار درهم خلال سنة 2011، فيما تتقاضى شركة «تيكميد» المكلفة بجمع النفايات بمقاطعات أكدال- الرياض، والسويسي واليوسفية، وشركة «فيوليا « المكلفة بجمع النفايات بمقاطعتي يعقوب المنصور وحسان، سنويا مبلغ 45 مليون درهم لكل واحدة، كما حددت مصالح المراقبة التابعة للبلدية مبلغ 15 مليون درهم قيمة الذعائر والغرامات المالية المفروضة على شركات التدبير المفوض ما لم يتم استخلاصها كاملة من طرف الولاية التي تعتبر معنية بالتحصيل بناء على النظام الخاص المعتمد بمدينة الرباط. يذكر أن إشكالية النظافة والاختلالات التي تعرفها دفاتر التحملات الخاصة بالتدبير المفوض لهذا المرفق، هيمنت على أشغال الجلسات الأخيرة للمجلس الجماعي لمدينة الرباط، إلا أنها لم تجد طريقها للحل.