أثارت صورة نشرتها صحف مغربية، تُظْهِر شيخا كبيرا في السن ينحني لتقبيل يد عامل عمالة ابن مسيك بالدار البيضاء، بعد أن تسلم منه بطاقة المساعدة الطبية "راميد" التي تم توزيعها على الفئات الفقيرة في المدينة، "أثارت" جدلا ونقاشا وسط نُشطاء المنتديات والمواقع الإلكترونية، بين من يرفض مثل هذه السلوكيات لكونها تعيد إلى الأذهان جدل تقبيل يد الملك من عدمه، وبين من يعتبرها من صميم أصالة المغاربة ووفائهم. واعتبر الرافضون لما ظهر في صورة الرجل المُسن، وهو يركع لتقبيل يد العامل احتراما، بأن مثل هذا السلوك هو الذي "يُفرعن" بعض المسؤولين، وبأن الشعوب هي التي تخلق فراعنتها من خلال تقديس حُكامها ومسؤوليها بدون مبرر حق ولا مسوغ منطقي. وارتكز المُنتقدون للصورة ذاتها على أن تقبيل أيادي المسؤولين الكبار، وزراء أو عُمال أو موظفين سامين، لا يساير روح العصر الذي لا يقبل بتقديس الأشخاص والانحناء بالركوع أمامهم، فقط إما من أجل نيل رضا هؤلاء الشخصيات وكسب تعاطفهم، أو أحيانا حتى من أجل الحصول على حقوقهم المشروعة، من قبيل بطاقة "راميد" التي هي حق لفقراء البلاد، ولا تستوجب أن يركع مواطن أمام مسؤول لشكره على نيلها. وبالمقابل، أشار معلقون آخرون إلى أنه لا ينبغي تحميل الصورة ذاتها أكثر مما تحتمل، باعتبار أن الرجل المُسن لم يقصد الركوع ولا تقبيل اليد خوفا أو تقديسا للعامل، وإنما هو اعتراف فطري منه بشكر المسؤولين على تمكينه من البطاقة التي تسمح له بالعلاج دون أداء مصاريف مالية ليست حتما في طاقته.