بعد ألبومَي "الفتوح" و"يد الحنة"، وأغاني "ما تقيش بلادي" و"للا منانة" و"تاريخ بلادي" و"حمرا وخضرا" و"كولي كوليه" مع الشاب بلال و"Be winner" مع سميرة بنسعيد.. تعود فرقة "فناير" بألبومها الجديد هذا العام والذي اختارت له اسم "البسمة"، حيث أعلنت عن إصداره بشكل رسمي في ندوة صحفية خاصة بمهرجان موازين بالرباط أواسط شهر ماي الجاري، والذي أهدته لروح الفقيد هشام بلقاس أحد أعضاء فناير السابقين. التقينا ب"أشرف" و"خليفة" عضوي "فناير"، في الوقت الذي تغيّب فيه "محسن" لانشغاله التقني بالاستعراض الذي قدمته الفرقة في ختام مهرجان موازين، وكعادتهما لم تفارق العضوين المراكشيين البشاشة والدعابة المراكشية، حيث كان اللقاء في حلّة دردشة حميمية مطعّمة بالحديث عن الألبوم الجديد "بسمة"، ومدى تفاعل الفرقة مع الحراك المغربي ونتائجه، كما لم يُفوّتَا الفرصة ليعبرا عن حبهما الشديد للمغرب وكل ما هو إيجابي وهو ما تُعبر عنه الفناير فنيّاً فيما يصطلح عليه "التقليدي راب". يقول خليفة أن الفناير، وهي التي فقدت أحد أعضائها "هشام بلقاس" بعد حادثة سير بضواحي مدينة فاس يونيو من سنة 2008، تتميز باعتمادها على التراث الموسيقي المغربي، حيث تستخدم في جل أغانيها ألوانا مغربية مختلفة كالملحون وكناوة وعيساوة والعيطة والدقة المراكشية، وهو ما جعل موسيقى الفناير تلقى قبولا لدى المغاربة في كل مكان، يضيف خليفة. وهذا ما تثبته فعلا القطع الموسيقية المتجددة للفرقة المراكشية، التي تأسست عام 2002 وتتألف من محسن وخليفة وأشرف، حيث اعتمدت على ما يمكن وصفه بالراب الوطني الذي يدافع عن القضايا الوطنية. والأمثلة هنا عديدة، مثل أغنية "للا منانة" التي تجاوبت مع مدونة الأسرة الجديدة، و"ما تقيش بلادي" الصادرة عقب أحداث 16 ماي 2003 الإرهابية، وأغنية "تاريخ بلادي" التي تتحدث عن مرور 12 قرنا من تأسيس المغرب، بالإضافة الى أغنية "كوليه كوليه" مع الشاب بلال التي دعت الى إنهاء الخلاف المغربي الجزائري. وإليكم النص الكامل للحوار: بداية، هل يمكنكم أن تُحَدّثانا قليلا عن ألبوم "بسمة" الجديد؟ خليفة: السلام عليكم، فيما يخص ألبوم "بسمة" فيمكنك أن تعرف مغزاه من اسمه: البسمة، فهو يتحدث عن زرع البسمة في قلوب الناس، ومنه ندعو الجميع إلى التعاون فيما بيننا لأننا نحتاج إلى ذلك فعلا، كما أننا من خلال "بسمة" نريد أن نوصل كل ما هو إيجابي عبر رسائل يفهمها الجميع، ونقول "من يستطيع ان يزرع الخير والبسمة في شخص فذلك هو الربح الكبير"، ونسأل الله تعالى أن نتمكن من إيصال ذلك. كيف تفاعلت "فناير" مع الحراك المغربي ونتائجه، ولماذا لم يكن هناك رد فعل فني؟ أشرف: بداية نحمد الله على بلادنا التي تنعم بالأمان، والله تعالى مُطّلع علينا جميعا، ولا يمكن أن يتخلى على عباده، ومن يريد التغيير فهناك عدة وسائل للوصول إليه بشكل إيجابي. أما عن غياب تفاعلنا، فبالعكس قُمنا بأداء أغنية "حمرا وخضرا" التي تتحدث عن الروح الوطنية المغربية، كما أن ألبوم "بسمة" يعتبر إجابة صريحة عن الإصلاحات التي عرفتها بلادنا. ونقول دائما أنه يجب أن نزرع البسمة أولا في القلوب ثم على الوجوه، لأننا نحتاج فعلا إلى الصدق مع أنفسنا. نرى أن مجموعة فناير تبنّت نمطا موسيقيا فريدا يمزج بين ما هو تقليدي وأصلي وبين الراب العصري، وهو ما جعل الجمهور المغربي يتجاوب بشكل كبير معكم، لماذا هذا التميز؟ خليفة: السؤال يحمل في طياته الإجابة، فاعتمادنا على ما نسميه "تقليدي راب" الذي يستلهم روحه من الثقافة والتقاليد المغربية التي نتشبت بهما هي من تجعلنا مختلفين عن باقي الفرق الموسيقية الشبابية الأخرى، ونحن لا يمكننا أبدا أن نُفرّط في هذا الجانب، لأنه المفتاح الذي فتح لنا باب العالمية. ولا ننسى أن العالم في أوربا والمشرق العربي يحتاج حاليا إلى سماع الأغاني المغربية، ويمكنك أن تلاحظ أن الأغاني المغربية بات يغنيها الخليجيون والمصريون، وهذا هو دورنا: رفع لواء الأغنية المغربية في العالم عبر نمطنا الموسيقي. أشرف: وحتى وإن لم نعتمد على الطابع المغربي في الألحان في بعض الأحيان فستجدها حتما في الكلمات، فألبوم "بسمة" مثلا يتميز بطابع تراثي مغربي لكن بنفحة عالمية، ونحن ك"فناير" لن تتخلى على طبيعة فنّنا الذي هو "التقليدي راب". ونخبركم أن الألبوم القادم لعام 2013 إن شاء الله سيكون منتوجاً تقليديا مغربيا مائة في المائة بحمولة ثقافية مغربية أكثر جِديّة من أجل إعطاء الثقافة المغربية كل ما تستحقه. ما تقييمكم لأداء الحكومة المغربية الحالية؟ خليفة: أقول لك أمرا، الفناير بعيدة عن السياسية، ونحن نؤمن أن كل شخص له دوره، فكما أن للسياسي دوره في السياسة وللمثقف دوره في الثقافة، فللفنان دوره كذلك في الفن. وأي أمر فيه مصلحة للبلاد نحن معه، ونحن دوما من أجل التغيير والأحسن. كما لا ننسى أن للفن دوره الكبير في بناء المجتمع لذلك يجب أن نرقى بالفن والثقافة في بلادنا. رسالة مختصرة توجهونها للشباب المغربي عبر هسبريس.. خليفة: أقول للشباب المغربي "من لديه حلم ويريد الوصول إليه .. يجب أن يَصدُق مع نفسه أولا، ثم يتسلح بالإصرار.. فبالإصرار نصل إلى المستحيل". [email protected]