أكد عدد من الفاعلين في المجتمع المدني الصحراوي بالداخلة أن كريستوفر روس٬ المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة٬ بتجرده من واجب النزاهة والحياد الذي تفرضه عليه مهمته كوسيط في تيسير المفاوضات٬ "فشل" في مهمته٬ وأصبح بالتالي غير مؤهل للإشراف على مفاوضات حول قضية الصحراء٬ معتبرين أن حل هذه القضية لا يمكن أن يتم إلا في إطار الدينامية التي أطلقها مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب. وسجل عبد الله الهنوني٬ الناشط في مجال حقوق الإنسان بالداخلة٬ أنه في الوقت الذي كان فيه روس مطالبا بالسهر على توفير الظروف المساعدة على التقدم وبروح إيجابية في البحث عن حل واقعي٬ اختار عوضا عن ذلك الاصطفاف في خندق الأطراف الأخرى٬ مع التنكر للدينامية التي أطلقتها مبادرة الحكم الذاتي٬وذلك في محاولة متعمدة لإرجاع مسلسل المفاوضات إلى نقطة الانطلاق٬ والزج به بالتالي في مأزق. ولاحظ الهنوني أن المبعوث الأممي تجاوز مهمته في هذا الملف٬ كما فقد مصداقيته في نظر السكان الصحراويين بصفته وسيطا مكلفا بالدفع إلى الأمام بالمفاوضات بين الأطراف٬ وذلك طبقا للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن. وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أنه في الوقت الذي كان ينتظر فيه الصحراويون دورا أكثر ديناميكية للمبعوث الأممي من أجل حل النزاع الذي بسببه تعاني الساكنة الصحراوية بمخيمات تندوف جنوبالجزائر من أوضاع غير طبيعية إنسانيا واقتصاديا واجتماعيا٬ مع تجرعها مرارة الانفصال عن ذويها وأرضها٬ اختار السيد روس السباحة ضد تيار التقدم الذي تحقق لفائدة مبادرة الحكم الذاتي. وبالنسبة لرئيس جهة وادي الذهب لكويرة٬ بوسيف المامي٬ فإن الموقف السلبي لروس يتعارض مع مقتضيات المهمة التي أنيطت به٬ فضلا عن كون مواقفه تشجع الأطراف الأخرى (الجزائر والبوليساريو)على الاستمرار في تعنتها ورفضها لكل حل كفيل بالمساهمة في حل هذا الملف٬ والخروج من هذا المأزق٬ والوصول بالتالي إلى وضع حد لمعاناة سكان مخيمات تندوف المقامة فوق التراب الجزائري. وأوضح رئيس الجهة أن المواقف المنحازة لروس تبعث على الإحساس بأن مسلسل المفاوضات حول حل ملف الصحراء وصل إلى الطريق المسدودة٬ وأن استمرارية النزاع قد تترتب عليها عواقب وخيمة حول الاستقرار والأمن في مجموع منطقة الساحل والصحراء. وأضاف أن مجاملة روس للأطراف الأخرى تجعله غير قادر على إثارة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان٬ والسطو على المساعدات الإنسانية الموجهة لمخيمات تندوف وتحويلها إلى وجهات أخرى. كما أنه غير قادر حتى على إيلاء الاهتمام لطلب الأممالمتحدة للجزائر القاضي بإجراء إحصاء في صفوف سكان المخيمات. وقال إن الإرادة المتعمدة لروس بخصوص إنكار التقدم الحاصل في الأقاليم الجنوبية بخصوص التنمية الاقتصادية والاجتماعية٬ وتكريس حقوق الإنسان عن طريق خلق مكاتب للمجلس الوطني لحقوق الإنسان٬ تدعو إلى إثارة شكوك حول الخلفيات الحقيقية الكامنة وراء هذه المواقف. أما حافظي سلامة٬ المستشار البرلماني عن الداخلة٬ فاعتبر أن مواقف روس الموالية بشكل صارخ للجزائر والبوليساريو تجعل مهمته معرضة للخطر٬ كما أنها تنتهك الصلاحيات المخولة إليه. وبعدما أبرز التطور الذي تشهده الأقاليم الجنوبية على مختلف المستويات٬ إلى جانب تشبث السكان الصحراويين بمبادرة الحكم الذاتي٬ اعتبر المستشار أن هذه المبادرة تشكل الحل الوحيد الكفيل بوضع حد لمعاناة الصحراويين في مخيمات تندوف٬ وضمان عودتهم إلى وطنهم الأم٬ المغرب٬ أرض الآباء والأسلاف٬ أرض الحرية والوحدة والعدالة والديمقراطية. يذكر أن المغرب قرر٬ أول أمس الخميس٬ سحب ثقته من كريستوفر روس٬ المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء٬ كما طالب بتصويب مسلسل تسوية هذه القضية.