هدد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية بتوجيه ضربة استباقية للدرع الصاروخية، التي تعتزم الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، إنشاءها في أوروبا، وبالضبط جنوباسبانيا بقاعدة روتا في قاديس في الضفة الشمالية لمضيق جبل طارق القريب من المغرب، وهو ما يعني حسب مراقبين اقتراب التهديد بشكل غير مباشر من المغرب. ونقلت وكالة "نوفوستي" للأنباء الروسية عن رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال نيكولاي ماكاروف، قوله إن "روسيا قد تستخدم ما تنشره في جنوبها وشمال غربها، من أسلحة ضاربة جديدة، بما فيها صواريخ اسكندر، الجاري نشرها في منطقة كالينينغراد، لتدمير منشآت الدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا، إذا شعرت بأنها في خطر". وأشارت الوكالة الرسمية إلى أن وزير الدفاع الروسي، أناتولي سيرديوكوف، قال خلال مؤتمر دولي حول الدفاع المضاد للصواريخ في موسكو، الخميس الماضي، أن "المباحثات بين روسيا والناتو بشأن مشروع الدرع الصاروخية الأمريكي، الذي يتضمن إنشاء شبكة مضادة للصواريخ في أوروبا، تسير إلى طريق مسدود." يذكر إلى أن رئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسي لويس ثاباتيرو قد وقع يوم 6 أكتوبر من السنة الماضية في بروكسيل على اتفاقية الانضمام الى مشروع "الدفاع المضاد للصواريخ" رفقة كل من الأمين العام للحلف الأطلسي أندريس فوغ راسمونسين، ووزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا. وتنص اتفاقية الدرع الصاروخية هاته، وهي أنظمة صواريخ أرضية منتشرة في نقط جغرافية عدة قادرة على إسقاط أي صاروخ عابر للقارات يستهدف الأراضي الأميركية، على نشر أربعة سفن حربية أمريكية في قاعدة روتا الاسبانية. بالإضافة إلى تواجد 1200 جندي من مختلف الرتب والتخصصات ومائة من المدنيين أغلبهم من المهندسين. وتعمل هذه السفن بنظام "أيجيس" التي ترصد الصواريخ المعادية ويمكن الرد في وقت وجيز، وهذه القواعد المتحركة (أي السفن) ستكون مساعدة لقواعد برية متواجدة في كل من تركيا وبولونيا ورومانيا. ومن شأن هاته التهديدات الروسية بضرب الدرع الصاروخية الأمريكية أن تؤثر على المغرب بشكل غير مباشر. حيث يعتبر تواجد هذه السفن في قاعدة روتا جنب اسبانيا دخولا مباشرا في مجموع مضيق جبل طارق بما فيه الفضاء المغربي المحاذي ضمن نطاق الصواريخ الروسية، لاسيما وأن موسكو تعتبر المغرب حليفا استراتيجيا للغرب.