نواصل في هذا الجزء الأخير قراءة منحنيات الفكر الحلزوني و كشف اللامعقول الهاني فالقومَ تأخذهم العزة بالإثم فيضطرون تحتَ ضغط الشارع السني و عبر آليتهم المفضلة(التقية) إلى نهج التدليس الفلسفي بآفة الجدل في تنظيف المستور القبيح ، فعندنا أن القوم لو بلغوا عنانَ السماء في محاكاة طرق المجادلة و تسخيرها لمشروع طائفي فلن يساوي جناحَ بعوضة و أن اللغو البياني مهما طالَت قممهُ و شاخت أساليبه فلن تعادل حبة خردل من إيمان الصادقين و صلاة الخاشعين ، ويحَ قلبٍ ميت بعقل متكبر ينتهكُ الأعراض بوقاحة كلام متنطع ثم يستشعر الحاجة إلى الله كذبا فيبادر بعد الشماتة ليخدعَ الناس من" أنّ دم وعرض ومال الشيخ ومريديه حرام بحكم إسلامهم وأخوّتهم" ، يفعلها الدونكشوطي ثم ما يلبثُ أن يجعل من نفسه إنسانا مسؤولا لا يقصد الإساءة أخلاقيا مع ما تقطَّر به لسانهُ من فظاعات مشينة لم يترك أحدا إلا و قد أجهز عليه بفضائح السباب الطفولي . استغباء ! ثم لا يلبث الرجل يمرح بقماماته فيحكي ذكريات محاولات الاستقطاب (و الحمد لله على هجرانه) و كيف أساء العدل و الإحسان للعدل الإلهي ، فسحة تجوال في عالم الروايات و القصص اللامجدي قد تُنفِّس عنهُ ما فشل في درء النقد البرهاني ، ترحالات سفسطائي خارج السياق قد تُعوِّض لديه شح المعارف و قلة المطالعة يزيدها بؤسا ما خلفتهُ من حطام الكلمات بلا هدف ،فحينما يكون جسم النقد لا يقوى على الممانعة و يصير متعة يلعب بها الكلاميُّ الفضوليُّ في أريحة الجنان فأبشر بعالم بئيس ببؤس أصحابه ، ما الكتابة هواية الأشقياء و لا النقد مهنة المنتحلين إلا أن يكون قلب المرء مصدوما أو تفعل فيه العمامة ما يفعله السيد بعبده . يقبل المرء نقدا أصيلا مُخَلَّقا بإعطاء كل ذي حق حقه بلا جنون و لا كبرياء و يعرض عن مهاترات السياحة الفلسفية و إن بلغت كنانيش المُخبِرين و مجلدات المُعَمْعَمين ، خواطر نفسية ينسجها الرجل يصيغها بلغة المكر السياسي حينما يتحدث عن غياب التصور السياسي للجماعة و كأنهُ اكتشفَ مصباحا سحريا يكسبهُ ترياق النقد الفارغ ، ما ناطحَ خصوم الجماعة تصوراتها إلا و أخرجوا لكَ فُقاعات مائعة من كُليمات الحديث عن غياب التصور السياسي و ضبابية مفهوم الدولة بآلياتها الذاتية عند الجماعة و كأن صاحبنا صادق مع نفسه في الحديث عن الدولة المدنية ! و ما هي إلا طائفية تدافع عن نفسها بلغة العصر تفضحها انحناءات التلامذة لمنطق الفقيه كما سطَّرها لهم مصطفى الخميني في رسالته عن ( ولاية الفقيه ) . يتضخم عقل المجادل فلا يرى غير نفسه تدور الحقيقة بين يديه فلا يرى بأسا من نقل التفاهة للآخر فيتهمها قصدا أو جهلا ، و لن يجد القارئ اللبيب عناء بحث في اكتشاف عنتريات الرجل و تغولاته الدونكشوطية ، فهو يرسل كلاما مُدجَّلا فيلفه في مزاعم تنسيب المعصومية للشيخ و يغفل عن مزالق كلماته الفاضحة : ." أإليّ يقال هذا وقد كتبت ما يميط اللثام " ، كم هو قبيح أن يعجب المرء بذاته فينسى أخلاقه مع الآخرين و كم هو أقبح أن ينصب مُشعوذ نفسه عرافا و ميزانا لا تُخطئ أحكامه قضايا الناس و هو يدري أنه ثرثار سليط أو متقول متنطع . يكتب صاحبنا بعنف يحاول أن يعمي أبصار القراء بأصوليته الكاذبة فينسب نفسه لتيار اقتحم خرافات الأخباريين السلفيين ،زعم نفسه أصوليا و هو حبيس روايات الإخباريين في (الخلافة المغتصبة)و (لقد شيعني الحسين)،تشنيعات الرجل لا تحدها حدود في حق الصحابة بنفس الأدوات المُستَعدية التي مارسها رموز التكفير المبكر ثم يتحدى أن يأتي أحد بمثال يتعرض فيه لأمنا عائشة و هو يدري ما لمقارنتها مع امرأتي نوح ولوط من فسوق أشد تكفيرا ، أيمكن لمسلسل القياسات التاريخية للمؤمنين على الكافرين أن تنطلي على قارئ تاريخ شيعي طفحَ كُرها لصحابة رسول الله عليه السلام، و ما يفعله صاحبنا لا يعدم له شهود من تاريخه الذي ينهل منه كأخباري مأسور ،فهو يعلم جيدا أن المقايسات الظالمة خلصت إلى حكم ارتداد الصحابة قياسا على ارتداد بني إسرائيل على موسى حينما ذهب لميقات ربه فاستخلف أخاهُ هارون ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ قال :بلى ،قال عليه السلام:فاخلفني )، و هو يعلم أن تاريخهم حكم بسامرية الصديق قياسا على فعل السامري ، و هو يعلم قياسات أصحابه في ترك قتال الإمام علي رضي الله عنه للصحابة قياسا على ترك الرسول عليه السلام قتال المشركين بمكة 13 سنة لقلة أعوانه ، و هو يعلم قياس تكفير الأكثرية من الصحابة استنادا لذم القرآن للأكثرية في معظم الآيات ، قياسات لا حد لها لتيار لا يختلف فيه الإخباري عن الأصولي إلا في لغة البيان و مفردات التمويه الخادع ، و لسنا طبعا بصدد حشد روايات القوم في تكفير أم المؤمنين عائشة على ألسن شيوخهم فذلك مما لا يتسع مجالا لهذه المقالة السريعة ( فلينظر على سبيل المثال : كتاب البرق الخاطف في بيان نفاق عائشة و ما يتعلق بالإفك لسلطان العلماء العلامة السيد محمد ذَكرهُ إعجاز حسين في كشف الحجب و الأستار عن أسماء الكتب والأسفار الذي وضع آياتهم المرعشي النجفي فيه مقدمة أطلال له ، و كتاب الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين لمحمد طاهر القمي الشيرازي –ت 1098 ه -،أخيرا أشرقت الروح...) وإن كان يذهب ادعاءً إلى كون " أن الفاحشة بالمعنى المسقط للسمعة كالزنا غير وارد في حق زوجات النبي صلى الله عليه و سلم بإجماع المسلمين شيعة و سنة" ! ، فلقد قَصَدْنا إدانة أسلوب الابتزاز الذي يمارسهُ الرجل حينما يتحدى و في وعيه بصمات الإخباريين تشد عقله شدا دون أن يفصح عنه بصريح العبارة . و لن يفيد إطلاقا التمسح بالتيار الأصولي مع بقاء أزبال التاريخ في المخيلة تُصاغُ بعقلية معاصرة و بلغة جديدة ، فالعبرة بالقناعات و ليس بفقاعات اللغة . ثم إننا نرى أن الأخبارية لا زالت هي المتحكمة في المخيال الشيعي على الرغم من محاولات الاختراق التي قام بها ثلة من العلماء لتصحيح المسار المنحرف في الخطاب و السلوك ، فهم لا زالوا يمسكون بالحوزات لأجل إبقاء التفسير المتعفن للتاريخ الإسلامي حاضرا في الضمائر تكبر لتصنع ما يشاهدهُ العقلاء الآن من تراشقات كلامية و تكفيرات متبادلة ، كركيون لا زالوا يقتفون آثار المفيد في ( الإفصاح) و يقيسون على ضوئه إيمان الشيعة و نجاتهم ،إسْتِرأبادِيون ميرزويون لا زالوا يمضغون صراع التاريخ و يتحركون في دائرته تُخفف من حدة غلوهم اصطناعات التجديد الأصولي في البلاغ العام ، و ما هي إلا دونكشوطية تدافع عن نفسها بأسلحة خشبية مغايرة ( أمثلة : و من الحوار اكتشفتُ الحقيقة ،أين سنة الرسول و ماذا فعلوا بها ؟ ،و ركبتُ السفينة ،نظريات الخليفتين، محاكمات الخلفاء و أتباعهم ..) ، و إذا كان شريعتي فعلا تخلص من بعض آليات التحشيد الرواياتي المكذوبة و تجاوز مضامين كتابات الأوراق الصفراء فخرجَ عن المشهور الأخباري في المعتقدات فإن بقايا رواسب التاريخ الثقيل لا يزال يشد تلابيب رجل –أدى ما عليه - في بعض مطارحاته المنشورة في ( التشيع العلوي و التشيع الصفوي ) .ما نحن هنا لنفتح سجلات النظر في متون القوم و لا أن نقبل بإنكار ما ساهموا فيه من تحرير العقل من سلطة السلف الجامد أو من عقليات الانتظار و الركون للذين ظلموا ، فشريعتي لهُ وزنه في رسم إرهاصات "القومة" في باب استنهاض الروح الجهادية مثله مثل كل المصلحين الساعين للتحرر من قبضة الاستعمار مع تقديرنا لتاريخية متطلبات الصراع آنذاك من دون أن تعمينا عن النظر في بعض مواقفه التراثية . لكن ، المشكلة ليست في كون أن المرشد انتقد شريعتي أو حسن حنفي أو محمد عمارة فذلك حق لكل ناقد مما تقتضيه هموم الدعوة مع ما قد يكون في هذا النقد من وجاهة أو عكسها ، و إنما صارت القضية عند صاحبنا تأخذ منحى تحجيريا يمارس فيه حق الوصاية على الآخرين في المرافعة النقدية و يحدد لهم مسلك النقد المطلوب كما لو أننا أمام "مرجعية" استوفت شرائط الاجتهاد و التوجيه ، و في نظري أن نقد الأستاذ لشريعتي لا يختلف كثيرا عن نقد الطائفيين له و إن اختلفت زوايا النظر في معالجة مداخل الخلل ، فالأستاذ يعالج انحراف خطه الفكري بما تعششت في ذهنه من تأثيرات القومية على طبيعة التغيير المطلوب لديه (و قد يخطئ الأستاذ أو يصيب نظرا لتاريخية الكتاب و طبيعة المرحلة ) ، في حين يعوِّدنا الطائفيون بمقاربة مضمون التناد بانحرافات شريعتي عن التصور الشيعي الإجماعي و مخالفاته التاريخية تماما كما فعل صاحبهم علي الكوراني العاملي حين قام بنقد شريعتي في كتاب (ثمار الأفكار ) فلم يجد حرجا من وصفه "بالحداثوي" ، تماما كما فعلوا بالشيخ حسين فضل الله رحمه الله حينما تمترسوا في نقدهم تحت حجج الضعف الأصولي و الفقهي و في رؤوسهم اعتبارات بعد الأخباريين بمقاييس التراثيين ! هل يستويان مثلا ؟ دونكشوط و الخميني : ليس قصدنا أن نسيء لرجل قارعَ الاستعمار و لا أن ننبش في ماضي الرجل فنعقد مقارنات تسفيها لهذا فَرَفْعا لذاك كما يفعل دونكشوطي اندرست فيه قيم الأدب و تضعضعت فيه لباقة القلم ، فما نحن بحفاري قبور الأموات نتشفى من كيد كائد مضى إلى ربه و لا بسبابين نقصد رفعة التنزيه لذاك فنردي سفالة غريمه ، فقد تهسترَ عقل صاحبنا و أُصيب بدوار لا يقدر أن يحدد موضوع البحث محل الخلاف و لا أن يستقر على حال يجمع من العطارين ما شاء لهُ من مساحيق التجميل ، يعاني من عقد طرح إجابات أَسَرت لاوعيه الطائفي فيبدأ بجرد عشوائي للمعارف ، يعقد مقارنات مُلَوْلَبة ليريح عقله الطائفي و لا يقدر أن يتفوه بكلمة نقد واحدة في حق معبوده فلا يطرح إلا ثناء على "المعصوم" حجة الزمان و منقذ الأجيال ، دعونا من أوصاف التأليه التي أنزلها الحوزويون مقام آل البيت رضي الله عنهم ، دعونا من معتقدات غنوصية عِرفانية تعيد أخباريات العصمة و الغلو في تقديس آل البيت رضي الله عنهم و ...فهذا مما لا دخل له في هذه المقالة . العجيب حقا أننا نجد شرودا واضحا في التعاطي مع مقتضيات النقد السليم ، فهو و إن أغرقَ القارئ في بِركٍ نَتِنة حَسِبَها طوفانا هائجا إلا أن تغريدتهُ العصفورية تموقعت كما العادة خارج مقامَ "تحرير محل الخلاف" و وضعت نفسها مرة أخرى أمام ما يعيبهُ على مخالفهِ" بسقطَ في الحديقة"، و ربما نجد أنفسنا مضطرين لتذكير القارئ الكريم في كل مرة عن سياقات حديث السيد الزقاقي أثناء نقده الأول و الأخير لأن كثرة حشويات صاحبنا و حلزونياته الفكرية تُحجبُ عنه مكمن النقاش الأصلي ، فالزقاقي في معرض الحديث عن الخميني و عرفانية الحلاج سعى إلى إبطال ادعاءات الرجل بلاتأثيرية العرفان على الأداء الميداني السياسي للخميني و كأن الأمر يتعلق بخمينيين أولاهُ عِرفاني احتفظ به لنفسه في محاريب العبادة و الخلوة الروحية و أخرى فقهية تأصيلية اجتهادية كانت مناط تفجير الثورة ! لكن مع دونكشوط يعرف كيف يصنع لنفسه جناح التحليق في الأجواء الخالية فيمضي في صحارى الحديث عن مقارنات مُغرضة لو قسنا عليها منطقه في التاريخ لما أنتج لنا إلا عمالقة "خبزويون" و لما سلم منهم حتى الأنبياء و الرسل فيرتاحَ لعصمة شيخه ! كيف يمكن فصل العرفاني عن السياسي و قد أهلتهُ كاريزميته الروحية و العرفانية لقيادة الدولة يخاطب الناس بالوصايا و يعلو مقامات السياسيين و القانونيين بالمرجعية الفقهائية برداء عِرفاني خالص ؟ ما كانت في اعتقادنا زعامة الرجل تكمن في تكوينه الديني و لا في شجاعته السياسية المجردة عن الخطاب العرفاني التعبوي ، بل تجلت في دمج التحصيل الديني الحوزوي بصوفيته الظاهرة في التوجيه و الإرشاد ، لقد كان فعلا الأستاذ المرشد معجبا بالثورة الإيرانية كما هو مسطر في كتبه ،و إعجابهُ هذا نابع من كون الثورة انطلقت من أصوات إسلامية استطاعت أن تسقط نظاما كان تحت أنظار المستكبرين ردحا من الزمن ،فلقد كان حدث الثورة شعبيا بامتياز توسلت التغيير تحت عباءة فقيه اغترف من مخزونه التراثي لاستنهاض العقل المستقيل ، ما كان أحد من الدعاة و الإصلاحيين ليدير ظهره عن منعطف فرض نفسه بقوة الثورة لإسقاط ديكتاتور عميل ، و ما كان يُفترضُ من إسلاميّ أن يتغاضى بالتعليق عن مسار جديد راهن عليه غير كثير من المستضعفين ، فلا أحد يُلام بإعجابه من شيء جديد مفصلي فكيف برجل حملَ الدعوة و مارسَ دفع الباطل بشحمه و قلمه أن يكون خارج التاريخ ؟ ثمة ثورات كبرى خلفت إعجابات كثيرة لكنها حملت معها بذور نقائضها عندما عبرت عن نفسها بألوان مختلفة ، فلقد كانت ثورة البلاشفة ترياق أمل الكادحين يحلمون بشعاراتها الجذابة و يرسمون لهم ملامح جنان على الأرض تخلصهم من آلة الاستعباد و الاستذلال فوجدوا أنفسهم بعد التحكم بأركان الدولة أمام جبروت آخر يمتص عروق جبينهم بفن و احتيال ، من العدل أن تَصير الدولة الآن -و قد انكشف إفلاس خطابها عند الأحرار- رمز الطغيان و الحرمان ، ما قالَ أحد لأولئك الذين انقلبوا على موقفهم :" لقد كان إعجابكم ابتداء مجرد ركوب موجة عابرة "! ما هكذا يُبنى التحليل السياسي للمواقف السياسية يا هاني ! و ليس المرشد لوحده من انقلب على ثورة كانت تمثل أملا ، و كم من فقيه بنى مشروعه على تجربة فتية فطارَ فرحا بما اكتشف فإذا بهِ يعود كافرا بما حصل ،أُيتَّهم العقلانيون حينما يكتشفون الخلل الطائفي بالركوب على الحدث و سرعة الانقلاب و قد صارَ الآن كل شيء لا يخفى على طالب علم في المرحلة الابتدائية ؟ ما قامت به إيران الإسلامية من سياسات خاطئة كبرى و لا زالت سيجعل حتما من سَحرتْهُ بريق الثورة يعيد حساباته و قناعاته فما بالك بدعاة يصابون بالذهول و هم يقفون على تناقضات دولة اختارت الميكيافيلية عنوانا عريضا لها . نعم إنني لا أستحي من الحق إذا قلت بأن إيران الثورة ليست هي إيران الدولة ، إيران الثورة كانت منعطفا تاريخيا ألهبت مشاعر المسلمين و قدمت لهم حُلما حسبوهُ واقعا فإذا بإيران الدولة بعد الاستواء تعيد إنتاج تاريخ الأحقاد و تمارس ابتزازا سياسيا يقوم على اللعب على التناقضات الدولية فتختبئ وراء فلسطين و هي تفتحُ ذراعها للمستعمر لتبتلع العراق و أفغانستان . حقا لقد فشلت إيران في التخلص من اجترار تاريخ يغص بأطياف التفسيق و قدمت نفسها الآن كدولة طموعة تثور لأسباب طائفية و تهدأ حينما تسيل مجاري الدماء السورية بلا خجل ، لقد تغيرت الكثير من الحقائق يا هاني و يلزم منا تجديد النظر في مآلات و خطابات الدول فكان من المنطقي أن يكتب المرشد عن انزياح إيران الثورة عن خطها التحريري الذي تبدد في عيون الأحرار ، حينما يتجمد عقل الطائفي فيبقى حكمه كما كان رغم انحراف المسلك الثوري عن أهدافه الأولى فذلك عين التقليد و الانحناء . لنترك الحديث عن خزعبلات عجز ياسين عن التنديد بأمريكا و إسرائيل و العجز عن الدعوة لمسيرة تضامنية لفلسطين فذلك أسخف من أن يضيع المرء مداده فيه ، لنترك الواقع يصفعُهُ و يسخر من عجائب أقواله ، لنترك جفاف منطق الرجل و نقرأ التاريخ فهو كفيل بإبراز قِناعه و تهافُته أعوذ بالله من علم لا ينفع و قلب لا يخشع و صلِّ اللهم على محمد و على آل محمد و على صحابته الكرام