قال محمد لوليشكي، السفير المندوب الدائم السابق للمغرب لدى الأممالمتحدة، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية ظلت دائما تتعامل مع المغرب، في سياستها الخارجية، بنوع من التمييز الإيجابي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نظرا لعمق العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين. لوليشكي أوضح في ندوة نظمها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، حول موضوع "الثابت والمتحول في السياسة الخارجية الأمريكية بعد الانتخابات الرئاسية"، أن المغرب كان دائما شريكا متعاونا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وله مصداقية. وأضاف المتحدث ذاته أن قضية الوحدة الترابية للمغرب ليست ضمن أولويات الإدارة الأمريكية، سواء كان الرئيس من الحزب الديمقراطي أو الجمهوري، ولكنّ المغرب كبلد وكدولة يحظى بالاهتمام لدى الإدارة الأمريكية، نظرا لنفوذه في القارة الإفريقية، ولكونه أيضا يلعب دورا في استتباب الأمن في منطقة الشرق الأوسط. وتوقع الخبير في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد أن تتعزز العلاقات المغربية الأمريكية في ظل إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، على اعتبار أن الديمقراطيين يضعون مسألة حقوق الإنسان ضمن أولوياتهم، وأن للمغرب "بعض الإنجازات التي تعترف بها الولات المتحدةالأمريكية ويعترف بها المجتمع الدولي". من جهة ثانية، قال لوليشكي إن السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية تقوم على عناصر مهيكلة ثابتة، بغض النظر عن الحزب الحاكم، في مقدمتها إعطاء الأولوية للمصالح الوطنية، إذ تَعتبر أن اندماجها في العلاقات الدولية هو وسيلة لتحقيق مصالحها الصرفة. وأردف المتحدث ذاته: "إضافة إلى أسلوب الحكم وشخصية الرئيس، فإن عنصر إيديولوجية كل حزب له تأثير في السياسة الخارجية الأمريكية، إذ يسعى إلى أن يفرض على الرئيس أن تكون أولويات سياسته الخارجية منسجمة مع إيديولوجيته". وتوقع لوليشكي أن تكون السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية، التي يرتقب أن يقودها أنطوني بلينكن، امتدادا للسياسة التي نهجها الرئيس الأسبق باراك أوباما، باعتبار أن بلينكن تولى عددا من مناصب المسؤولية في عهده. كما توقع مندوب المغرب السابق لدى الأممالمتحدة، أن يحظى ملف المناخ بأهمية أكبر لدى الإدارة الأمريكية المقبلة، بعد ترشيح جون كيري مبعوثا خاصا للرئيس لشؤون المناخ، وكذلك ملف الأقليات والهجرة، بعد ترشيح أليخاندو مايوركاس، وهو من أصول لاتينية، لمنصب وزير الداخلية. وعلى الصعيد الخارجي، قال لوليشكي إن إدارة بايدن ستعمل على إحياء التحالفات الكبرى للولايات المتحدةالأمريكية مع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وحلفائها في آسيا، مثل اليابان، وفي المقابل، يضيف، ستعمل على احتواء توسع نفوذ خصوم أمريكيا، وفي مقدمتهم روسياوالصين وإيران. وتوقع المتحدث ذاته أن يتغير أسلوب تعاطي إدارة بايدن مع الصين، وذلك بالانتقال من الأسلوب الهجومي الذي طبقه الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، إلى أسلوب يقوم على محاولة إعادة التوازن في العلاقات الاقتصادية، مشيرا إلى أن التحدي الأكبر الذي ستسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى ربحه هو وقف الزحف التكنولوجي للصين، الذي يهدد الهيمنة الأمريكية على العالم.