اكتشف فريق من العلماء بقايا ديناصور من عائلة "منقار البط"، عاش قبل 66 مليون سنة في المغرب، كان بإمكانه عُبور المحيطات. وجاء ضمن بلاغ صحافي نشرته جامعة باث البريطانية أن هذه الديناصورات عبرت مئات الكيلومترات من المياه المفتوحة للوصول إلى حيث يوجد المغرب اليوم. ونشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة "Cretaceous Research"، حيث أُطلق على الديناصور الجديد اسم "Ajnabia odysseus"، وهو يتكون من اسم "أجنبي" بالعربية، وأديسوس وتشير إلى البحر اليوناني. وجرى هذا الاكتشاف بفضل صُخور تم العثور عليها في منجم نواحي مدينة الدارالبيضاء يعود تاريخها إلى العصر الطباشيري، أي 66 مليون سنة. وينتمي هذا الديناصور إلى عائلة "منقار البط"؛ وهي ديناصورات آكلة للنبات يصل طولها إلى 15 متراً، لكن الديناصور المكتشف كان صغيراً مقارنة بأقاربه حيث يبلغ طوله 3 أمتار فقط وهو بحجم المهر. وأشارت الدراسة إلى أن ديناصورات منقار البط تطورت في أمريكا اللاتينية وانتشرت في النهاية في أمريكا الجنوب وآسيا وأوروبا، ونظراً لأن إفريقيا كانت قارة جزرية في أواخر العصر الطباشيري معزولة بممرات بحرية عميقة بدا من المستحيل على هذا الديناصور أن يصل إليها. وأوضح الدكتور نيكولاس لونغريتش، من المركز البحثي للتطور بجامعة باث، أن اكتشاف الحفرية الجديدة تم في منجم يبعد ساعات قليلة عن الدارالبيضاء، وقد كان آخر شيء يمكن توقعه في العالم حسبه. وأضاف لونغريتش أن الأمر أشبه بالعثور على كنغر في اسكتلندا، متسائلاً في هذا الصدد: "لقد كانت إفريقيا معزولة تماماً بالماء، فكيف وصلوا إلى هناك؟ لا بد أنها عبرت مئات الكيلومترات من المياه سباحة". وأكد الباحث أنه من المحتمل أن يكون هذا الديناصور "من الحيوانات السباحة بفضل ذيولها الكبيرة وأرجلها القوية، وكما يقول شيرلوك هولمز بمجرد أن تقضي على المستحيل، كل ما تبقى مهما كان بعيد الاحتمال يجب أن يكون هو الحقيقة". وقادت جامعة باث البريطانية فريق العلماء الدولي الذي ساهم في هذا الدراسة إلى جانب باحثين من جامعة الباسك في إسبانيا، وجامعة القاضي عياض بمراكش، وجامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة، ومتحف التاريخ الطبيعي بجامعة السوربون بفرنسا.