أكد عضو أكاديمية المملكة المغربية الدكتور عبد الهادي التازي٬ الخميس 1 مارس الجاري بطنجة٬ أن الرحالة المغربي ابن بطوطة قام خلال رحلاته الشهيرة برسم خارطة لانتشار المذهب المالكي من المغرب إلى أرض الصين. وأوضح الدكتور عبد الهادي التازي٬ خلال المحاضرة الافتتاحية للندوة الدولية "المدرسة الفقهية المالكية الأندلسية" التي تنظمها جمعية "فاس سايس" على مدى 3 أيام٬ أن الرحالة المغربي كان "يوثر التعامل مع فقهاء وقضاة المذهب المالكي أينما حل وارتحل". في هذا الصدد٬ أشار عبد الهادي التازي إلى أن محمد بن عبد الله بن محمد الطنجي٬ المعروف بابن بطوطة٬ بعدما سافر في ربوع المغرب الأقصى وصل إلى مصر التي كان يوجد بها المذاهب الفقهية الأربعة٬ لكنه آثر التعامل مع قضاء مذهب المالكية. وأضاف أنه بعد وصول ابن بطوطة إلى دمشق٬ قصد أحد الحمامات فأنكر على الناس استحمامهم عراة فما كان منه إلا أن عرض الأمر على قاضي المالكية بالشام الذي أفتى بستر العورة في الحمامات. كما حرص ابن بطوطة٬ يقول الدكتور عبد الهادي التازي٬ أول ما حطت قدماه بالمدينة المنورة على البحث عن قبر الإمام مالك للترحم عليه٬ مضيفا أن ابن بطوطة زار كبار المالكية بالعراق ومارس القضاء بالهند وفق المذهب المالكي٬ كما كان شاهدا على وصول كتاب "الموطأ" إلى الصين. وقال عبد الهادي التازي "لعل ما دفع بابن بطوطة إلى الالتقاء بفقهاء المالكية في رحلاته المتعددة هو حسهم الكبير لما يتطلبه العصر من اجتهاد وانفتاح على المستجدات خاصة وأنه كان ينقل أحوال الناس أينما حل وارتحل". وقد ترجمت رحلة ابن بطوطة٬ سليل أسرة قضاء والمزداد في 24 فبراير سنة 1304 بمدينة طنجة٬ إلى أزيد من 50 لغة عبر العالم ما منح الرحالة المغربي صيتا عالميا باعتباره أبرز أدباء الرحلة العالميين.