يحرص بعض الأشخاص على الاحتفاظ بأشياء لا فائدة منها وتكديسها حتى تعم الفوضى أرجاء المكان فيما يعرف بمتلازمة الاكتناز القهري؟ فما هي أسباب هذه المتلازمة وكيف يمكن مواجهتها؟ وأوضحت فيرونيكا شروتر أن متلازمة الاكتناز القهري (Compulsive Hoarding Syndrome) تعني الإفراط في تكديس وتجميع المقتنيات ومواجهة صعوبة كبيرة في اتخاذ قرار بشأن التخلص من الممتلكات الشخصية غير الضرورية. ويعود ذلك إلى الشعور المستمر بالحاجة لاستخدام هذه الأشياء فيما بعد. وأضافت مؤسسة مركز دعم مرضى الاكتناز القهري بمدينة شتوتغارت الألمانية أن هذا السلوك يؤدي إلى تراكم الأشياء غير الضرورية في المنزل بشكل مزعج، مما يجعله غير مريح ويعج بالفوضى. وسواس قهري ومن جانبها أوضحت زابينا كولر أن متلازمة الاكتناز القهري تندرج ضمن أمراض الوسواس القهري، وغالبا ما تكون مصاحبة لأمراض أخرى مثل الاكتئاب. وأضافت رئيسة الرابطة الألمانية لأطباء الأعصاب أن الأشخاص، الذين يعانون من الخرف في الكِبر، أكثر عُرضة للإصابة بمتلازمة الاكتناز القهري؛ حيث يتعذر على المرضى تقييم المواقف الراهنة بشكل مناسب عندما لا تتعاون الخلايا العصبية في المخ على نحو سليم. غياب الاهتمام العاطفي وأشارت شروتر إلى أن سبب متلازمة الاكتناز القهري غالبا ما يكمن في مرحلة الطفولة مثل غياب الاهتمام العاطفي من الأهل. كما أن الأشخاص، الذين عاصروا أحداثا مؤلمة كالحروب أو فقدان أحد أفراد الأسرة أو الطلاق أو فقدان الوظيفة، أكثر عُرضة للإصابة بالمتلازمة. وأشارت كولر إلى أن علاج متلازمة الاكتناز القهري يقوم على العلاج النفسي والعلاج الدوائي؛ ففي العلاج السلوكي المعرفي يقوم المُعالج بالاستفسار من المريض عن السبب الرئيسي، الذي يُجبره على تكديس كل تلك الأشياء، بالإضافة إلى مساعدته في تعلّم أساليب ترتيب وتصنيف الأشياء لتجنب شغلها مساحات كبيرة، وكيفية اتخاذ القرارت ومهارات التعامل مع الآخرين. ومن مهام المعالج أيضا زيارة منزل المريض بشكل دوري والمساعدة في إزالة الفوضى منه، وضمان تعلّم المريض أساليب الحفاظ على العادات الصحية المعروفة وتوجيهه لممارسة مهارات الاسترخاء. وبالنسبة للعلاج الدوائي، فإنه يتم اللجوء إلى مضادات الاكتئاب المسماة بمثبطات امتصاص السيروتونين الاختيارية (SSRIs). *د.ب.أ