احتج العشرات من مهنيي قطاع الحفلات والأعراس ببني ملال، الأربعاء، أمام مقر ولاية جهة بني ملالخنيفرة، مطالبين بتعويضهم عن تداعيات جائحة "كوفيد-19"، وبالسماح لهم باستئناف العمل وفق الشروط الاحترازية المعمول بها بعد توقف دام حوالي ستة أشهر. وردد المحتجون الذين كانوا يحملون صورا للملك محمد السادس والعلم المغربي، شعارات من قبيل "علاش جينا واحتجينا..على الجوع لي طغا علينا"، "علاش جينا واحتجينا..بغينا سيدنا يعطف علينا"، "يا وزير يا مسؤول..هادشي ماشي معقول". ويُطالب المحتجون الذين يشتغلون في عدة مهن ذات صلة بالقطاع، ومن ضمنهم منظمو الحفلات والأعراس و"النڭافات" والطباخون والطباخات والمصورون، السلطات الولائية بالتدخل العاجل من أجل إنقاذهم من إفلاس بات شبه محقق في ظل الإجراءات المتخذة من طرف السلطات الحكومية للحد من انتشار الوباء. وشدد هؤلاء على ضرورة فتح قنوات الحوار مع الهيئة التي تمثلهم "جمعية مهنيي قطاع الحفلات والأعراس"، والإسراع بتنفيذ مطالب الجمعية التي أضحت غير قابلة للانتظار في ظل الوضع المتردي لمجمل منخرطيها الذين لم تشملهم تعويضات الدولة رغم تأثر القطاع بشكل قوي من الجائحة. ودعا بنمسعود أحمد، ممون حفلات ببني ملال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، السلطات المختصة إلى الالتفات إلى قطاع الحفلات والأعراس، واصفا هذا الأخير بالحيوي لعلاقته بعدد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى، من ضمنها قطاع الدواجن والأسماك والخضر والمشروبات الغازية والحلويات. وطالب المتحدث السلطات بالترخيص لمهنيي القطاع لاستئناف العمل إسوة بباقي القطاعات الأخرى (المقاهي الحمامات، الأسواق...)، مع أخذ المُتعين في حق كل من خالف الإجراءات الاحترازية المعمول بها. وكشفت اشعيلة زهور، "نڭافة" من بني ملال، عن محنة العشرات من الأسر التي كانت تقتات من عائدات الأعراس، قائلة: "أنا من أول المتضررين ورغم ذلك لم أستفد من التعويضات، ومن قفة المساعدات. ما زاد من حجم معاناتي فواتير الكراء والكهرباء والماء ومتطلبات الحياة اليومية"، مضيفة أن الحل هو "إلى بغات الدولة توقفنا تعطينا ما ناكلو وتخلص علينا الضو والماء والكرا". وفي تصريحات متطابقة لهسبريس، كشف مصورون أن الجائحة كبدتهم خسائر مالية مهمة، وأن كثيرين منهم يُعولون على فصل الصيف، وفي حالة ما إذا لم تتدخل الدولة سوف يجد العشرات منهم أنفسهم مجبرين على ترك محلاتهم لعدم قدرتهم على توفير واجبات الكراء، فضلا عن الديون المترتبة عليهم. ويطالب مهنيو القطاع السلطات المعنية بتعويضهم عن الخسائر، والسماح لهم باستئناف العمل، وتسهيل عملية أداء واجبات الكراء والقروض الصغرى، وتأجيل فواتير الماء والكهرباء، مع إعفائهم من الضرائب المترتبة عليهم. وفي لقاء مع سلطات ولاية جهة بني ملالخنيفرة، عقد مباشرة بعد بدء الوقفة، اقترح المعنيون تقديم دعم مالي استعجالي لمهنيي قطاع تنظيم الحفلات لتمكينهم من التخفيف من آثار الأزمة، مع وضع خطة استباقية تنقذ قطاع تنظيم الحفلات والأعراس في ظل عدم القدرة على التنبؤ بتطور الوضعية الوبائية مستقبلا. كما طالبوا بوضع دليل مرجعي يمكن من اشتغال القطاع تحت تدابير تنظيمية تتماشى والإجراءات الاحترازية التي تفرضها السلطات العمومية، كتنظيم الحفلات بالقاعات وليس بالمنازل، في حدود 50% من طاقتها الاستيعابية، على سبيل المثال. والتمسوا من الجهات المسؤولة التدخل لإيجاد صيغ توافقية للإشكالات المطروحة بين بعض المؤسسات وبعض المهنيين، خاصة في ما يتعلق بإعادة جدولة الديون البنكية، وتأجيل دفع الضرائب المستحقة، وواجبات الكراء... وخلص الاجتماع إلى تكوين لجينة للانكباب فورا على دراسة هذه المقترحات، على أن يُبلّغ مهنيو القطاع بالقرارات المتخذة في الأمور التي يمكن معالجتها سواء على الصعيد المحلى أو المركزي. كما تم الاتفاق على إعداد لائحة بأسماء المهنيين الذين تعترضهم إكراهات على مستوى تسديد الديون البنكية، والضرائب والكراء... وإحالتها على مصالح الولاية للتدخل لدى المؤسسات المعنية لإيجاد صيغ توافقية بينها وبين هؤلاء المهنيين.