قال رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، في كلمة بمناسبة إطلاق حزب العدالة والتنمية حملة تحسيسية للوقاية من فيروس كورونا، مساء الأحد، إنه يدرك مدى معاناة المواطنين مع الإجراءات المتخذة في إطار مواجهة جائحة فيروس كورونا، وما يترتب عنها من صعوبات في سير الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية وتقييد حركة التنقل. ودعا العثماني المغاربة إلى الأخذ بعين الاعتبار أن الإجراءات المتخذة تمليها ضرورة التصدي للجائحة، قائلا: "نحن في الحكومة نحسّ بمعاناة المواطنين جراء هذه الإجراءات، ولكن المعاناة التي تلي فقدان قريب بسبب الوباء أصعب، ونحن حين نتخذ هذه الإجراءات فإننا نختار بين السيئ والأسوأ، وليس بين السيئ والحسن". وتوقع العثماني أن يفضي الانكماش الحالي للاقتصاد الوطني جراء جائحة كورونا إلى عجز في نسبة النمو خلال السنة الجارية بنسبة ناقص 5.4 في المائة، غير أنه استدرك بأن الرقم الذي قدمه تم احتسابه بناء على التوقعات الحالية، وقد يتغير حسب درجة تطور الوباء، "لأنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيقع الشهر المقبل أو الذي بعده". وناشد رئيس الحكومة المغاربة الالتزام بتدابير الحماية الصحية، معتبرا أنه الوسيلة الوحيدة لمحاربة الوباء في ظل غياب أي لقاح أو دواء إلى حد الآن، وتابع: "إذا التزمتا بهذه التدابير فإننا لن نحتاج إلى الإجراءات التي نتخذها، والتي تأتي بسبب وجود نوع من التراخي والتهاون في بعض الأحيان". العثماني أردف بأن المغرب نجح في احتواء جائحة فيروس كورونا في المرحلة الأولى، "وكان موضوع إشادة وتنويه إقليميا ودوليا، لكن بعد تخفيف الحجر الصحي أضحى الوضع الوبائي مقلقا، وأصبح يتميز بتطور الأرقام بشكل صعب بعد ارتفاع الحالات المؤكدة والحالات الحرجة والوفيات". وتابع رئيس الحكومة بأن الإصابات بفيروس كورونا المسجلة بعد رفع الحجر الصحي "مرتفعة جدا مقارنة مع ما كنا نتمنى، والوفيات شهدت زيادة مضطردة"، وزاد: "حاليا هناك انخفاض في عدد الوفيات، وإذا كثفنا جهودنا وتعاونّا جميعا فإننا سنقلصه أكثر، ويمكن أن نعود إلى صفر وفاة.. 'ما كرهناش نرجعو ليها'". ورغم أن الإصابات بالفيروس في المغرب مازالت مرتفعة إلا أن رئيس الحكومة اعتبر أن إجراءات كوقف بعض الأنشطة الاقتصادية المتخذة في بعض المدن، مثل الدارالبيضاء وفاس وبني ملال، "مكّنت من خفض الحالات المؤكدة، وبالتالي تقليص عدد الوفيات"، ذاهبا إلى القول إن هناك تحكما في الوباء بالمدن المذكورة. من جهة ثانية، قال العثماني إن الحملة التحسيسية التي أطلقها حزب العدالة والتنمية مساء اليوم جاءت "انطلاقا من شعوره الوطني، واستجابة للخطابين الملكيين في عيد العرش وذكرى عشرين غشت"، لافتا إلى أن أعضاء حزبه سيستعملون جميع الإمكانيات المتاحة من أجل توعية المواطنين، في إطار الاحترام التام لإجراءات السلامية الصحية، "لأن التوعية هي بداية الطريق لصد الجائحة".