يستغلّ بعض المهرّبين على مستوى سواحل الشّمال الظّروف التي فرضتها جائحة "كورونا" لنقل مهاجرين مغاربة إلى إسبانيا عبر "الجيت سكي" و"الكياك"، حيث أصبحت هذه الوسائل الأكثر استعمالاً من طرف "الحراكة" لبلوغِ السّواحل الجنوبية لإسبانيا؛ بينما تشدّد البحرية الملكية مراقبتها على مناطق نفوذ المملكة، لمنع حدوث أيّ تسلّل. وأظهرت مقاطع مصورة منشورة على مواقع التّواصل الاجتماعي استخدام بعض المهاجرين للدّراجات المائية أو "الجيت سكي" المعروفة بسرعتها الفائقة ويصعبُ رصدها من قبل البحرية الإسبانية. ووفقاً لما نقله مصدر مطلّع لجريدة هسبريس الإلكترونية، فقد حاولَ شابان من تطوان العبور إلى الضّفة الأخرى عبر "الجيت سكي" إلا أنّ محاولتهما باءت بالفشل. وعادت سواحل "المتوسّط" إلى جذب "الحرّاكة" بعد فترة هدوء دامت لشهور بسبب تداعيات "كورونا"، باعتبارها تشكّل المعبر الوحيد "الآمن" بالنّسبة للمهاجرين غير الشرعيين الرّاغبين في الوصول إلى أوروبا؛ فقد تدخّلت البحرية المغربية، في أكثر من مناسبة، لإنقاذ مهاجرين قبالة الشّواطئ الفاصلة بين المغرب وإسبانيا. وبات المهاجرون يستعملون "الكياك" وقوارب الموت للعبور إلى الضّفة الأخرى، حيثُ أفادت مصادر هسبريس بأنّ "شبّانا في مقتبل العمر حاولوا العبور إلى أوروبا عبر قوارب مطّاطية من شاطئ مولاي بوسلهام بالقرب من سوق الأربعاء الغرب، قبل أن يتعرّض محرّك "القارب" إلى التّلف قبالة شواطئ "قادش" وتتدخل السّلطات لإعادتهم من حيث قدموا". وتدخّلت قوّات البحرية الملكية، أمس الخميس، لإنقاذ 20 مهاجرا سريا مغربيا من الموت المحقق غرقا عقب انقلاب قارب الصيد الخشبي عرض المتوسط. ووفقاً لمصادر هسبريس، فقد حاول مهاجرون سريون مغاربة العبور إلى أوروبا، إلا أنّ أمواج المتوسّط صدّت حركيتهم قبل أن يتيهوا في البحر عقب عطل أصاب قارب الصيد الخشبي، بسبب سوء الأحوال الجوية بمضيق البوغاز؛ ما أدى إلى انقلابه بعرض البحر الأبيض المتوسط، أميالا قليلة من منارة كاب سبارتيل. وتؤكّد الكثير من التّقارير أنّ "انتشار الوباء على مستوى أوروبا وشمال إفريقيا، وما نتج عنه من إجراءات أمنية مشدّدة على مستوى مراقبة الحدود ومنع تنقّل المواطنين بين الجهات، ساهمَ في تراجع وتيرة الهجرة السّرية"، موردة أنّ "كورونا" ألزمت عددا من مرشّحي الهجرة "التّريث" وانتظار ما ستسفرُ عنه هذه التّطورات. وأكدت نشرات الهجرة الخاصة بالسّنة الماضية أن 60 في المائة من محاولات المهاجرين الوصول إلى شبه الجزيرة الإيبيرية تمت عن طريق قوارب الموت، مقابل 20 في المائة من المحاولات التي تمت عن طريق تجاوز السياجات الحدودية الفاصلة بين مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، و20 في المائة عن طريق وسائل أخرى.