يُفضّل كثيرُ من الطّلبة المغاربة مواصلةَ تعليمهم العالي في الخارج، وذلكَ مباشرةً بعد حصولهم على شهادة الباكالوريا، حيث تبدأ "رحلة" البحث عن العروض الدّراسيّة المقدّمة على المستوى الأوروبي والأمريكي، بما في ذلك المدارس العليا والكلّيات التّأهيلية والمتخصّصة التي تفتحُ أبوابها أمامَ آلاف الطّلبة الأجانب، خاصة في فرنساوأوكرانيا وبلجيكا. ولم تمنع ظروف جائحة "كوفيد-19" الذي انتشرَ في كلّ أرجاءِ أوروبا آلافَ الطّلبة المغاربة من خوضِ تجربة استكمالِ المشوارِ الدّراسي العالي في فرنسا وبلجيكا وأوكرانيا، حيث شهدت بوابة "كامبوس فرانس" إقبالاً مكثّفاً للطّلبة المغاربة الرّاغبين في متابعة دراستهم العليا في فرنسا. ويعملُ المعهد الفرنسي عبر بوابة "كامبوس فرانس" على مساعدة الطّلاب خلال كل مراحل مشاريعهم الدراسية في فرنسا؛ إذ يواكبهم بدءا من تزويدهم بالمعلومات الضرورية ويساعدهم على اختيار المؤسسات والتكوينات وتقديم طلباتهم لدى المؤسسات، إلى طلب تأشيرة السفر واستعدادات المغادرة. وقالت أميمة، حاصلة على شهادة الباكالوريا بميزة حسن جدا، إنّها تطمحُ إلى مواصلة دراستها العليا في أوكرانيا بإحدى الجامعات المتخصّصة في الطّب، موردة أنّها "لم تتفوّق في اجتياز امتحانات الطّب والهندسة لتقرّر تغيير مسارَ حُلمها صوبَ أوروبا". ويجذبُ النّمط التّعليمي في فرنسا وباقي الدّول الأوروبيّة، بالإضافة إلى التّخصصات العلمية المتنوّعة، آلاف الطّلبة المغاربة لمواصلة مشوار البحث العلمي خارج الوطن، حيث يوجدُ حاليا 40 ألف طالب مغربي يتابعون دراساتهم في المؤسسات الجامعية والمدارس الكبرى الفرنسية، ويشكلون أكبر جالية طلابية هناك. ويجتاز المرشّحون المغاربة اختبارات شفوية تنظمها مؤسسة "Campus France" للحسم في مدى استطاعتهم على إكمال مسارهم الدراسي في إحدى المدارس العليا الفرنسية، بعد تمكنهم من اجتياز اختبارات معرفة اللغة الفرنسية المعروفة ب"TCF". وعلى الرّغم من ارتفاع رسوم التّسجيل في الجامعات الفرنسية، إلا أنّ ذلك لم يمنع الطّلبة المغاربة من خوض الاختبارات الشّفوية التي تطغى فيها المعطيات الثقافية وتمتَحِنُ قدرة الطالب المغربي على الاندماج داخل منظومة القيم الفرنسية، إضافة إلى جس نبضه في ما يتعلق بعزمه البقاء في فرنسا بعد إنهاء مشواره الدراسي. وترغب فرنسا، المصنفة حالياً الرابعة عالمياً في استقبال الطلبة الأجانب بعد أمريكا والمملكة المتحدة وأستراليا، من خلال هذه الاستراتيجية الجديدة، باستقطاب 500 ألف طالب أجنبي في أفق سنة 2027، عوض 324 ألفا حالياً. ووصل عدد الطّلبة المغاربة في فرنسا سنة 2019 حوالي 39 ألف طالب وطالبة، يتوزعون بالدرجة الأولى على الجامعات، ثم مدارس التجارة ومعاهد الهندسة. كما يعتبر الطلبة الأفارقة النسبة المهمة من الجالية الطلابية في فرنسا؛ إذ يمثلون 45 في المائة من الطلبة الأجانب، ويأتون خصوصاً من المغرب والجزائر وتونس والسينغال وكوت ديفوار والكاميرون.