فتحت لنا قلبها و حكت لنا عن تجارب طالما أحب المشاهد و القارئ التعرف عليها. ابتسامتها العذبة و تواضعها الكبير جعلا من إطلالتها المعهودة تزيدها روعة و نبلا. استقبلتنا بهدوئها الذي يميزها عن باقي الإعلاميات. أجابت عن أسئلتنا بكل صراحة و عفوية، و حدثتنا عن تفاصيل تجربة إعلامية ناجحة منذ بدايتها. عتابها الأول سُكب له الكثير من الحبر و تناقلت تسجيلاته مواقع الانترنيت. لكنه لم ينسينا سحر و مساء الفن و فطور الأولى. فقد كانت من بين الإعلاميات القلائل اللواتي جمعن بين الرقي و الشعبية، و بين البساطة و التميز. كما أنها الإعلامية التي وهبت حياتها للفن و الفنانين. عرفتنا بجديدهم و أطلعتنا على تفاصيل حياتهم. تحل علينا ضيفة بعدما تعودنا على أنها المضيفة. لكن رغم انقلاب الأدوار تبقى هي نفسها، على طبيعتها التي لا تعرف التصنع أو التكلف. إنها الإعلامية القديرة و الجميلة فاطمة الإفريقي. ما هو سبب غياب فاطمة الإفريقي عن الساحة الإعلامية لهذه المدة الطويلة؟ -1 الغياب اضطراري و ليس اختياري، فأنا لا املك السلطة في التلفزيون و لا يمكنني فرض برامجي على الشاشة، مؤسسة منشغلة و مهتمة أكثر بالبرامج التي تدمها القناة المغربية و تعطيها كل الإمكانيات المالية و التقنية، بينما المنتجين الداخليين و انا واحدة منهم فمشاريعنا توضع على الرفوف لأجل غير مسمى رغم أنها أكثر جودة و أقل تكلفة. 2- تميزت فاطمة الإفريقي بتقديم البرامج الفنية، فما هو السر وراء اختيارك لهذا النوع من البرامج ؟ من الملاحظ أن الناس يعطون نظرة تصغيرية للبرامج الفنية والإعلاميين الذين يقومون بتقديمها ، بذريعة أنهم منعدمو الخبرة وليست لهم دراية بآخر المستجدات، وهذا طبعا عكس الحقيقة. لهذا قررت إعطاء البرامج الفنية حيزا أكبر من اهتماماتي. ذلك لأن الفن جزء أساسي من الإعلام كونه يساهم في تنمية الفكر والذوق ويؤثر في المسار الفكري والإنساني للمتلقي لهذا حاولت تطبيق وتوظيف كلما اكتسبته في مجال الإعلام والتلفزيون من أجل الفن، واخترت هذا التخصص الذي أحس فيه بنوع من المتعة والنشوة والتي اقتسمها مع الجمهور. 3 من أين استوحيت فكرة برنامج عتاب؟ كتبت فكرة البرنامج سنة الألفين وثلاثة. إلا أن الفكرة لم تطبق إلا سنة الألفين وتسعة. استمديت فكرة برنامج عتاب الذي عارضني الكل على تسميته بهذا الاسم، بسبب عدم استيعابهم لمبتغاي من العنوان حيث أنني كنت اقصد العتاب النابع عن الحب، فما دمنا نحب الفنان إلا ولنا الحق في عتابه ومحاسبته وتنبيهه لبعض الأخطاء والهفوات التي ارتكبها. فعتاب بالنسبة لي مبرر لإجراء حوار تلفزي مثير وجريء. يقترب معنى العتاب من النقد، إلا أنني إن قمت بتسميته بالنقد فسيكون قاسيا على الضيوف، فهم لن يتقبلوا التركيز على الجوانب السلبية. فالعتاب الذي أقصده فيه نوع من الحب والرقة، وفيه بعد إنساني يجعل الضيف مرتاحا وهو ضمن لعبة العتاب إن صح القول 4- إلى ماذاكنت تطمحين من خلال برنامج عتاب ؟ كان الهدف من عتاب هو تقديم برنامج نقدي يحاول تصحيح المسار الفني وتعديل الصور الخاطئة وإعطاء الفنان فرصة للدفاع عن نفسه واختياراته. كما يعطيه فرصة للمصالحة مع جمهوره ومحو الشائعات والأفكار المسبقة من خلال حوار حبي فيه جرأة وصراحة وإحراج أحيانا. فعتاب هو بمثابة الفخ الذي يسقط فيه الكل لكن هذا السقوط يكون مريحا. 5- ما هو سر استضافتك لسناء عكرود كأول ضيفة لبرنامج عتاب ؟ سناء نجمة متألقة ومحبوبة لدى الناس. استضفتها كأول ضيفة للبرنامج لأن اختياراتها مثيرة للجدل، خصوصا فيما يتعلق ب"إحكي يا شهرزاد" الذي ترك فضولا كبيرا لدى المشاهد وجدلا عند الصحافة بسبب المشاهد الإباحية التي تضمنها. وطبعا أنا كإعلامية من واجبي البحث عن النجوم والأسماء المحبوبة، حتى يتمكن البرنامج من جلب أكبر عدد من الجمهور، فالحلقة الأولى هي التي تجعل البرنامج يحقق التواصل وقد كانت سناء عكرود بمثابة فأل خير بالنسبة للبرنامج ..... اقرأ تتمة الحوار على مجلتك مواضيع ذات صلة -كريمة غويت: والدتي هي سبب نجاحي .... -يوسف الجندي: أحلم بتجسيد شخصية المغفور له الحسن الثاني ... -أمل صقر: هناك خطوط حمراء لا يمكنني تجاوزها ...