محام شرس دافع عن متّهمين في قضايا أثارت جدلا واسعا في فرنسا، ووجه إعلامي بارز، صار وزيرا للعدل في آخر الحكومات الفرنسية. إريك دوبون موريتي، المحامي والمحاوِر البارز، والخطيب المتابَع بشكل واسع في فرنسا والدّول المتحدّثة باللغة الفرنسية، كان محاميا للملك محمّد السادس، وبرز اسمه مغربيّا عند متابعة الصحافيّين إيريك لوران وكاترين غراسيي، بعد قَبولهما رشوة لقاء عدم نشر كتاب حول المغرب، وعندما كلّفه الملك بالدّفاع عن المغنّي سعد المجرد بعد اتهامه بالتحرّش والاغتصاب في فرنسا. ولم يخل قبول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعيين موريتي وزيرا للعدل من انتقادات في الداخل الفرنسي، خاصّة من "اتحاد نقابة القضاة"، التي اعتبرت التعيين إعلان حرب عليها، نظرا إلى مهاجمته الدائمة للقضاة. كما انتقدت مجموعة من الجمعيات النسائية الفرنسية، بشدّة، تعيين "مناصر للذّكورة في العدالة"، في حديث عن موريتي، واصفة هذه الحكومة الجديدة بحكومة "العار"، مع تعيين دوبون موريتي وزيرا للعدل، وتعيين وزيرٍ للدّاخلية متابع بتهمة الاغتصاب. هذا المحامي الذي مكّن موكِّليه من أزيد من 145 حكم براءة لم يكن مساره سهلا، فقد مارس مجموعة من الأعمال المضنية بعد وفاة والده وهو في عمر الرابعة، إذ عمل حمّالا وحفّارا ونادلا، قبل أن يصير محاميا بارزا، ووزيرا للعدل. وكتب موريتي العديد من المؤلَّفات حول مهنة المحاماة، ومساره المهنيّ، ونظام العدالة، كما كانت له إطلالات تلفزية وسينمائية، ومونولوجات مسرحية. وكان موريتي في قلب الأضواء، في قضايا مثل دفاعه عن لاعب الكرة كريم بنزيمة، كما كان في قلب الجدل عند دفاعه عن عبد القادر مراح، شقيق محمد مراح، الواقف وراء الأحداث الإرهابية في فرنسا سنة 2012. وعُرِفَ المحامي نفسه بمواجهته كلّ من ينتقدون القضايا التي يختار الانتصاب طرفا فيها، قائلا إنّه يدافع عن الجميع، وإنّهم لا يفهمون ماهية مهنة المحاماة، إذا ما انتقدوا اختياره الدفاع عن متابعين بتهم مثل الاغتصاب أو تبييض الأموال أو قضايا أخرى. وإلى جانب صراعاته الدائمة مع القضاة كمحامٍ، ووجه وصوت مألوف إعلاميا، كانت لإريك دوبون موريتي صراعات كبيرة مع وجوه بارزة في الإعلام الفرنسي، مثل مؤسّس "ميديا بارت" الصحافي إيدوي بلينيل. كما أنّ موريتي من منتقدي الإعلامي المرتبط اسمه بالعنصرية والتمييز، إيريك زمور، وسبق أن قال إنّ زمور "يقصفنا دائما بالقول إن السجون الفرنسية ممتلئة بالعرب والمسلمين. إحصائيا ورقميا هذه المعلومة صحيحة، غير أنه قبل قرنين من الزمن كان الإيطاليون يملؤون السجون الفرنسية، ولا يجب إطلاق المعلومات في الهواء دون تحليل سوسيولوجي، وإلا سنفتح الباب أمام كل أشكال العنصرية". ومع تسلّمه مقاليد وزارة العدل الفرنسية في شهر يوليوز الجاري، يَعد إريك دوبون موريتي أنّ ولايته ستكون "ولاية ضدّ العنصرية ومن أجل حقوق الإنسان".