أقدمت السلطات بالعاصمة الاقتصادية، على غرار العديد من المدن بالمملكة، على إغلاق المقابر ومنع الزيارات التي دأب المغاربة، خصوصا النساء والأطفال، على القيام بها إلى هذه الأمكنة تزامنا مع السابع والعشرين من شهر رمضان. ووجد العديد من البيضاويين الذين كانوا ينوون زيارة قبور أقاربهم للترحم عليهم في هذه الأيام، على غرار ما كانوا يقومون به كل سنة، السلطات قد أغلقت هذه المقابر وكل المنافذ المؤدية إليها، وذلك لمنعهم من التجمع وخرق الطوارئ الصحية المعمول بها بسبب جائحة كورونا. وأغلقت على مستوى الدارالبيضاء مقبرة الشهداء الشهيرة المتواجدة بمنطقة أولاد زيان، ومقبرة الرحمة التي تعد الأكبر من نوعها، إلى جانب مقابر سباتة وسيدي مومن، وغيرها، وذلك عن طريق وضع حواجز أمنية تمنع المرور إليها وإغلاق الشوارع المؤدية إليها. وأثارت رغبة بعض المواطنين الذهاب إلى المقابر للترحم على ذويهم في هذه الأيام الرمضانية استغراب مواطنين آخرين، على اعتبار أن هذه الظرفية تقتضي احترام التعليمات الصحية والمكوث في المنازل وعدم خرق الطوارئ الصحية. ونوه مواطنون بهذه الخطوة التي قامت بها السلطات في الدارالبيضاء بالنظر إلى أن السماح بزيارة المقابر في هذه الظروف من شأنها المساهمة في انتشار جائحة كورونا بشكل كبير. وفي هذا الصدد، قال محمد عبد الوهاب رفيقي، باحث في الدراسات الاسلامية، إن زيارة المقابر في السابع والعشرين من شهر رمضان "ليست شعيرة دينية ولا هي منصوص عليها حتى في أدبيات الفقه الإسلامي، وإنما عادة اعتاد عليها الناس وتوارثوها وألفوا ممارستها، ولا حرج في ذلك من باب أنها عادة سنوية". وأضاف رفيقي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الظرفية التي تعيشها المملكة، المتمثلة في انتشار جائحة كورونا، "تعطلت فيها الشعائر الأصلية كصلاة الجماعة وصلاة العيد، وبالتالي فمن باب أولى تعطيل بعض العادات". وأورد الباحث في الدراسات الإسلامية أنه "ينبغي على السلطات أن تكون حازمة في التعامل مع هذا الموضوع، وإذا كنّا قد أغلقنا مساجد وعطلنا الصلوات بها، فمن باب أولى تعطيل هذه العادات التي ليست شعيرة دينية". ودأبت المقابر بالدارالبيضاء، وبغيرها من مناطق المغرب، في يوم السابع والعشرين من شهر رمضان، على استقبال المئات من المواطنين والمواطنات الذين يأتون إليها من أجل الترحم على أقاربهم وذويهم، حيث تشهد اكتظاظا، وتمارس بها أحيانا سلوكات مسيئة، كاستغلال هذه المناسبة للقيام بأعمال الشعوذة والسحر.