عززت السلطات المحلية بسبت أولاد النمة مراقبتها لمختلف منافذ المدينة لردع المخالفين للتدابير الوقائية التي فرضتها المصالح المركزية من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. وعاينت جريدة هسبريس الإلكترونية خلال اليومين الأخيرين إجراءات مشددة طالت مختلف وسائل النقل والراجلين، ومنعت العديد من الوافدين من الجماعات المجاورة من عبور الحواجز القضائية. ولتنزيل هذه التدابير الإحترازية وتقييد حركة السير والجولان، تعبأ العشرات من عناصر المخزن الإداري وأعوان السلطة ورجال الأمن بالحواجز الطرقية، حيث يتم افتحاص رخص التنقل الاستثنائية المسلمة للمواطنين من لدن السلطات المحلية بشكل دقيق. وأفاد مصدر مسؤول بأن الغاية من هذه العملية هي ردع كل المخالفين للإجراءات الوقائية، والحد من دخول أشخاص حاملين لوثيقة التنقل الاستثنائية إلى المدينة لأغراض تافهة. وكشف المسؤول ذاته أن أغلب الحالات التي يتم تسجيل خرقها لحالة الطوارئ تتحدر من الجماعات المجاورة، وكثيرا ما تكون من فئات شبابية غير عابئة بخطورة الوباء وبالتدابير التي سنتها الدولة في هذا الإطار. وفي الوقت الذي سارعت فيه العديد من الفعاليات الجمعوية بالمدينة إلى مباركة وتثمين هذه الإجراءات، تعالت أصوات أخرى من مناطق الجوار تُطالب بالتخفيف من حدتها، وفتح الطريق أمام المزارعين على وجه الخصوص لنقل العُمال والمعدات التي يحتاجها موسم قلع الشمندر السكري والحصاد. وذكر عبد العزيز التاملي، واحد من العمال المزارعين، أن تشديد الإجراءات الأمنية ضرورة ملحة، إلا أنها تقتضي أخذ الظرفية الحالية التي تتزامن وموسم جمع المحصول الزراعي بعين الاعتبار، وكذا حاجة الفلاحين إلى التنقل إلى مركز سبت أولاد النمة الذي يشكل محورا اقتصاديا وتجاريا لقضاء أغراضهم ذات الصلة بالقطاع الفلاحي. وزاد المتحدث أن "الفلاح ببعض الجماعات المجاورة وجد نفسه بين مطرقة التدابير الوقائية وسندان غياب التواصل مع السلطات المحلية المُخول لها منح رخصة التنقل الاستثنائية، ما ينذر بحدوث أضرار في بعض المنتجات التي تحتاج إلى العمال". يشار إلى أنه على الرغم من المجهودات المتواصلة التي تبذلها السلطات المحلية بمختلف أجهزتها لفرض الحجر المنزلي، من خلال الحملات التحسيسية التي غالبا ما تُوظف فيها مُكبرات الصوت لحث الساكنة على التقيد بإرشادات الوقاية وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، يتم تسجيل العديد من حالات خرق حالة الطوارئ، خصوصا بأماكن التبضع والأحياء الشعبية حيث يتجمهر السكان على بضائع العربات المجرورة التي نشطت بكثرة أيام زمن الحجر.