في رده على تفاعلات المستشارين البرلمانيين حول الإجراءات الحكومية لإعادة المغاربة العالقين في الخارج بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، أعلن رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أن الجميع متساو في هذه المحنة. وخلال جلسة عامة لمجلس المستشارين خصصت لتقديم "الأجوبة عن الأسئلة المتعلقة بالسياسة العامة من قبل رئيس الحكومة" حول موضوع "واقع وآفاق مواجهة تداعيات أزمة كورونا"، مع مراعاة الإجراءات والتدابير الاحترازية والاستثنائية المتخذة من قبل أجهزة المجلس في هذا الشأن، أورد سعد الدين العثماني أن "هناك برلمانيين عالقين في مجلسي النواب والمستشارين بالخارج"، موضحا أن الأزمة الحالية جعلت الجميع متساوين في هذه الظروف. وبعدما كشف أن ضمن العالقين كذلك موظفين سامين كانوا في مهام إدارية وأصبحوا عالقين، تقدم العثماني بالشكر إلى القنصليات المغربية في الخارج على الإجراءات التي تم اتخاذها، ومنها لجان اليقظة وحجز الفنادق للعالقين. العثماني قال إن موضوع المغاربة العالقين تتم مناقشته يوميا من أجل إعادتهم إلى أسرهم في المغرب، موردا أن "هؤلاء كانوا خارج أرض الوطن قبل إغلاق الحدود واضطروا إلى المكوث خارج التراب الوطني"، مؤكدا أن الحكومة "لم تنس أبدا هاته الفئة من أبناء وطننا، ونحن نشاطرهم كافة همومهم ومشاكلهم ونعمل جاهدين على إيجاد حلول لها، ولن يهدأ لنا بال حتى نضمن عودتهم إلى أرض الوطن وإلى ذويهم". وأوضح رئيس الحكومة أنه تنفيذا للتعليمات الملكية، اتخذت الحكومة عددا من التدابير لتخفيف معاناة هؤلاء، حيث "تم إحداث خلية بالوزارة المختصة تشتغل على مدار الساعة لإيجاد الحلول اللازمة لمشاكلهم بتنسيق مع البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية للمملكة، وتعمل جاهدة على تقديم الدعم والمساعدة ذات الطابع الأولوي والضروري في هذه الظروف الاستثنائية"، على حد تعبيره. وفي هذا الصدد، أوضح العثماني أنه تم العمل على إيواء عدد من المغاربة العالقين بالخارج، وتوفير الاستشارة لفائدتهم في مجال الطب النفسي وفي المجال القانوني، فضلا عن التكفل بدفن الموتى المغاربة بديار المهجر بمقابر المسلمين، مجددا التذكير بقرار مكتب الصرف منح المغاربة العالقين في الخارج الحق في الاستفادة من مخصصة سياحية استثنائية. وأكد العثماني أن الحكومة تتابع بانشغال وضعية المغاربة المقيمين بالخارج الذين يعيشون هذه الظروف في بلدان إقامتهم، وأبدى أمله أن "يجتازوا هذه المحنة بسلام، وسيجدون بلدهم وعائلاتهم وكافة المواطنين دائما في انتظارهم لاستقبالهم والترحيب بهم في وطنهم الأم".