في ظل تداعيات انتشار الجائحة الوبائية التي أرخت بظلالها على السيْر العادي للعيادات الطبية بالمملكة، أطلق عدد من الأطباء في تخصصات مختلفة العديد من المبادرات المواطنة، المتمثلة في تقديم الإرشادات الصحية للمواطنين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والتواصل عبر الهاتف. ولجأ العديد من الأطباء إلى الوسائط الرقمية بغرض تيْسير التواصل مع المرضى، تفادياً لأي اكتظاظ في العيادات الطبية التي قد تتحول إلى بؤرة لفيروس "كورونا" المستجد، من خلال الإشراف على عمليات الفحص وتزويد المرضى بالأدوية عن بعد، ما أثار استحسان عشرات رواد مواقع التواصل الاجتماعي. من جانب آخر، جعل بعض الأطباء من الشبكات الاجتماعية جسر تواصل بينهم وبين المواطنين بشأن الاستفسارات التي تخص وباء "كوفيد-19"، حيث يقدمون للمغاربة العديد من الإجابات عن الأسئلة التي تراودهم بخصوص الفيروس المستجد، قصد مواجهة موجة الهلع السائدة في مواقع التواصل الاجتماعي. ومن بين المبادرات التطوعية مبادرة "طبيب فْدارك" التي أطلقتها حكومة الشباب الموازية، وتسعى إلى تقريب الاستشارات الطبية من المواطن؛ ذلك أنها تتفاعل مع أسئلة المواطنين بخصوص فيروس "كورونا" المستجد من خلال الاستشارات التي تقدمها أطر طبية وصيدلانية. كما أطلقت العديد من الهيئات منصات رقمية تفاعلية لتعبئة المغاربة حول الفيروس، إذ توفر للمواطن إمكانية التواصل مع الطبيب دون التنقل للعيادة الطبية، ما يُقلل من مخاطر الإصابة بالوباء، عبر الموعد الرقمي الذي يُحدد للمريض، ما يُمكّنه من التواصل مع الطبيب عن بعد. وتنضاف إلى الإرشادات المقدمة من طرف الأطباء الاستشارات النفسية المجانية التي تطوع لتوفيرها عدد من الأساتذة والدكاترة المتخصصين في شعبة علم النفس بالجامعات المغربية، قصد مواكبة الظروف العصيبة التي تمرّ منها البلاد، وما يُمكن أن ينتج عنها من تداعيات نفسية. ووضعت مجموعة من الجامعات قائمة أرقام هواتف معينة على مواقعها في الأنترنيت، يمكن من خلالها للمواطنين التواصل للاستفادة من تلك الخدمة، سواء عبر الرسائل النصية أو الصوتية، حيث يتم تقديم مختلف أنواع الإرشاد النفسي للحالات التي تعاني التوتر والخوف والهلع. وتفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع الخدمات الصحية الرقمية بكثير من الإعجاب، داعين مختلف الأطر الطبية والصيدلانية إلى الانخراط في تلك المبادرات المواطنة، مساهمة في الجهود الوطنية المبذولة من طرف الفاعل الحكومي لاحتواء الوباء.