أطلق مجموعة من الباحثين والمتخصصين المغاربة مبادرة أكاديمية لتنظيم ندوة وطنية متعددة التخصصات حول الأبعاد المجالية الاقتصادية والاجتماعية لجائحة "كورونا"، وأسس إعداد إستراتيجية وطنية لتدبير الأزمات. وقامت المجموعة بنشر ورقة تأطيرية لهذه الندوة، التي ستنشر أشغالها ضمن مؤلف جماعي، تستعرض 19 محورا بحثيا تم توسيعها لتشمل جميع القطاعات والمقاربات والتخصصات والمؤسسات المعنية وفق مقاربة تشاركية متدرجة. ووفق الورقة المذكورة، فإن تداعيات أزمة "كورونا" ستعيد صياغة مجموعة من المفاهيم والمصطلحات والاتفاقيات والقوانين والنظريات التي ميزت "عالم ما قبل كورونا"، كما يرتقب أن تشمل التداعيات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية والثقافية. وأوضحت الورقة التأطيرية للندوة أن الإجراءات التي اتخذها المغرب في تدبير الأزمة "جلبت إليه الأنظار العالمية ووصف بالدولة التي قدمت حماية شعبها على اقتصادها، كما تمكن من الشروع في تصنيع ملايين الكمامات يوميا وإطلاق برنامج لتصنيع أجهزت التنفس الاصطناعي، وبرزت أهمية القطاع الفلاحي في توفير الأمن الغذائي". ونظرا لتعدد أبعاد الظاهرة، تضيف الورقة، وسعيا إلى صياغة إستراتيجية متكاملة الأبعاد وبعيدة المدى لتدبير الأزمات تثمن المكتسبات وتعالج مواطن الضعف، يأتي تنظيم الندوة الوطنية متعددة التخصصات، لتشكل أرضية للنقاش العمومي بين مختلف الفاعلين الأكاديميين والاقتصاديين والاجتماعيين والمؤسساتيين والإعلاميين والمجتمع المدني. وستشمل الندوة 19 محورا هي: رصد التجارب الدولية ونظم تدبير الأزمات بين المقاربات النظرية والتدخلات الإجرائية، دراسة عوامل الانتشار الجغرافي للجائحة وتأثيراتها الجيوسياسية على العلاقات الدولية والتكتلات الاقتصادية وإعادة تشكيل النظام العالمي، وكذا المقاربة الاقتصادية في ضمان استمرارية الإنتاج وتدبير القطاع غير المهيكل ودور المقاولات المواطنة خلال فترات الأزمة. ينضاف إلى ما ذكر المقاربة التاريخية وتثمين الدروس السابقة في مواجهة الأوبئة والأزمات، المقاربة الاجتماعية في إدارة الأزمات بين القيم الإنسانية والتماسك الاجتماعي والتدخلات العمومية في معالجة إشكالية الهشاشة الاجتماعية، إضافة إلى توظيف المقاربة التشاركية ضمن التجربة المغربية في مكافحة وباء كورونا، ودور الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة ونظم المعلومات الجغرافية في تتبع وتقليص حجم الخسائر خلال الأزمات. ومن بين المحاور أيضا: تقييم أداء وجاهزية المنظومة الصحية الوطنية في مواجهة الأزمات الوبائية، تقييم أداء وجاهزية المنظومة التعليمية الوطنية وإمكانيات التعليم عن بُعد خلال فترات الأزمات، وكذا دور مؤسسات البحث العلمي وتقييم مشاركتها في إدارة الأزمة، إضافة إلى الأهمية الإستراتيجية للقطاع الفلاحي ودوره في ضمان الأمن الغذائي الوطني وتوفير الاكتفاء الذاتي خلال الأزمات. باقي المحاور لخصتها الورقة التأطيرية في: دور مبادرات المجتمع المدني في إدارة الأزمة، المقاربة الإعلامية ودور وسائل الإعلام الوطنية، المقاربة القانونية وتكييف القوانين مع طبيعة الأزمات، المقاربة الأمنية ودورها في محاربة الجريمة الفردية والمنظمة وحماية الأمن الوطني وإشكاليات التعامل مع المخلين بحالة الطوارئ الصحية، المقاربة النفسية والمعنوية للأزمات لتخفيف الضغط والتوتر، أدوار المؤسسة الدينية خلال فترات الأزمات، دور الجهوية المتقدمة في تدبير الأزمات ومخاطر اختلال التوزيع المجالي للبنيات الصحية، وأخيرا دور الإبداع الفني والأدبي خلال فترات الأزمات. إلى ذلك، أعلنت المبادرة الأكاديمية المذكورة فتح باب استقبال جميع أنواع الأفكار والمقترحات لإغناء وإنجاح وتتبع إنجاز المشروع العلمي، عبر البريد الإلكتروني التالي: ([email protected]). يذكر أن مشروع أرضية الندوة الوطنية متعددة التخصصات كان من إعداد موسى المالكي وعزيز عبد الصادق ومحمد نجمي، وبتجميع أفكار الباحثين موسى المالكي وعزيز عبد الصادق ومحمد نجمي ومحمد مشبوح وسعيد دين وياسين مخليصي وياسين الباقلي وسفيان بويهروشان وعبد الغني قادم وعصام بوعيش وياسر ساهل وعبد العزيز كربوب وحسن إد بوكدير وعبد الحق دادة وعبد العالي بوعلاكة وبنعيسى النية ومناش يعيش وعبد العزيز الساخون ومحمد العمري ورشيد ناجي وعبد السلام مجدوب وعثمان حبشي.