اقترح البروفيسور شفيق الشرايبي وصف علاج الكلوروكين لكل من ظهرت عليه أعراض الإنفلونزا الموسمية، عوض الاقتصار فقط على الحالات المؤكدة إصابتها بفيروس كورونا المستجد. وبحسب منظمة الصحة العالمية، تتسم الأنفلونزا الموسمية بارتفاع حرارة الجسم بشكل مفاجئ والإصابة بسعال عادة ما يكون جافاً وصداع وألم في العضلات والمفاصل وغثيان وخيم والتهاب الحلق وسيلان الأنف، وهي أعراض مشابهة لأعراض فيروس كورونا المستجد. وقال الشرايبي، وهو طبيب مختص في أمراض النساء والتوليد، إن المغرب سجل في الأيام الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في أرقام المصابين بالفيروس والوفيات بسببه، وهو ما يتطلب في نظره تعميماً لدواء الكلوروكين لمواجهة الأمر. وأضاف في تصريح لهسبريس: "أنا لست مُختصاً في أمراض الأوبئة، لكن كطبيب أقدم هذه المقترحات بناءً على ما اطلعت عليه في المجلات والصحف الطبية المختصة". وكان المغرب قد قرر الشهر الماضي استعمال دواء الكلوروكين لعلاج المصابين بفيروس كورونا المستجد، كما لجأت السلطات إلى طلب مخزون هذا الدواء من المُصنعين المحليين ووضعه في الصيدلية المركزية لوزارة الصحة. لكن الشرايبي لفت إلى أن "هذا الدواء يستفيد منه فقط المريض الذي وصل درجة معينة من المرض أو الذي تم تشخيص إصابته بفيروس كورونا المستجد عبر التحاليل"، وأضاف: "مع الأسف، في هذه الحالة يكون المريض قد خطا خطوات وربما وصل إلى مرحلة متقدمة من المرض". وبما أن التحاليل الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا المستجد التي تُجرى في المغرب قليلة، يرى الطبيب أن هناك ضرورة لتوفير الكلوروكين والأزيثرومسين وسولفات الزنك بصفة مبكرة لكل من ظهرت عليه أعراض الأنفلونزا الموسمية العادية، أي حتى قبل تشخيص الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مؤكداً أنه "كلما أعطينا الدواء مُبكراً عالجنا الوباء". وذكر الشرايبي أن "فترة الأنفلونزا الموسمية مضت. وبالتالي، فإن كل شخص تظهر عليه الأعراض يجب أن يذهب إلى طبيب، يُفضل أن يكون متخصصاً في أمراض القلب للقيام بتخطيط للقلب لأن الدواء سالف الذكر من بين أعراضه الخطيرة إحداث اضطراب في دقات القلب". وفي حالة كان تخطيط القلب إيجابياً، يُمكن أن يعطي الطبيب وصفة طبية للمعني بالأمر الذي ظهرت عليه أعراض الإنفلونزا الموسمية ليقدمها للصيدلية للحصول على دواء الكلوروكين وكيفية استعماله في المنزل. وزاد الشرايبي قائلاً: "لا يجب أن يصل المغرب إلى مستويات الإصابة مثل التي سُجلت في دول الاتحاد الأوروبي، لأن بلدنا لا يتوفر على إمكانيات كبيرة للعلاج، ناهيك عن تواضع خدمات الإنعاش، ولذلك من الضروري تعميم هذا الدواء على كل من ظهرت عليه الأعراض". وأكد البروفيسور أن "البقاء في المنازل واحترام حالة الطوارئ الصحية يبقى إجراء مهما جداً، ناهيك عن ارتداء الكمامات من طرف كل من يخرج من المنزل بهدف محاصرة هذا الوباء". جدير بالذكر أن المغرب قرر استعمال دواء "كلوروكين" ودواء "هيدروكسي كلوروكين" لعلاج المصابين بفيروس "كورونا المستجد" بعد اتفاق مع اللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية ومراقبة الأمراض التنفسية الحادة بالمملكة. وكان هذا الدواء يُستعمل على نطاق واسع في العالم، وهو معروف عند الأطباء منذ سنوات لأنه يستعمل في علاج أمراض مزمنة، كالتهاب المفاصل وأمراض مناعية أخرى. وحين جرى استعماله لعلاج مرضى "كوفيد-19"، كشف عن نتائج واعدة. وكان أول من أثار النقاش حول مادة الكلوروكين وقدرتها على علاج مرضى "كوفيد-19" هو البروفيسور الفرنسي ديدييه راؤول، الخبير في الأمراض المعدية، لكنه تعرض للكثير من السخرية، غير أنه في النهاية كسب الرهان بعدما سمحت بلاده بوصف الهيدروكسي كلوروكين للمرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد.