ساعات قبل دخول قرار وزارة الداخلية القاضي بفرض حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة في سائر أرجاء البلاد، تشهد المتاجر الكبرى والمحلات التجارية والمصارف ووكالات تحويل الأموال ووكالات شركات الاتصال إقبالا مكثفا من لدن المغاربة. وكما عاينت هسبريس في مدينة سلا، فقد توافد المئات من المواطنين على الأسواق التجارية الكبرى منذ فتح أبوابها على الساعة التاسعة صباحا، من أجل اقتناء المواد الغذائية الأساسية، وعاشت هذه الأسواق أجواء غير عادية، حيث اصطفت طوابير المواطنين بعربات مليئة بالسلع أمام صناديق الأداء. وسادت، مساء أمس، مخاوف من أن يؤدّي إعلان وزارة الداخلية فرض حالة الطوارئ الصحية، ابتداء من الساعة السادسة من مساء اليوم الجمعة، إلى الإخلال بالنظام داخل الأسواق والمراكز التجارية؛ لكن الوضع يبدو عاديا، إلى حدود الآن. ولم يسجّل أي نقص على مستوى المواد الغذائية الاستهلاكية الأساسية، سواء في المراكز التجارية الكبرى أو لدى أصحاب محلات البقالة، عدا قناني الغاز المستعملة في المنازل، حيث نفدت بشكل شبه كامل من محلات البقالة. ويعود سبب نفاد قنينات الغاز، خاصة الكبيرة، حسب صاحب محل للبقالة في حي تابريكت بسلا، إلى إقبال المواطنين على اقتنائها كاملة، أي شراء القنينة عوض الاكتفاء فقط باستبدال القنينة الفارغة بقنينة مليئة بالغاز، كما كان يحصل في السابق، إضافة إلى عمْد بعض المواطنين على اقتناء ثلاث قنينات غاز أو أكثر. واعتبر حسن الشطيبي، رئيس جمعية حماية المستهلك بتمارة، أن مخاوف المواطنين من نفاد المواد الغذائية من الأسواق غير مبررة؛ لأن المخزون المتوفر لدى الشركات والمتاجر يكفي لشهور، على حد تعبيره، مضيفا: "نتمنى أن يستوعب الناس هذا الكلام، وألا ينساقوا وراء مخاوف على داعي لها". وبالرغم من تهافت المواطنين على اقتناء المواد الغذائية، فإن الشطيبي سجّل، من خلال حملات التوعية والتحسيس التي انخرطت فيها الجمعية التي يرأسها، أن وعْي وسلوك المواطنين يتحسّن يوما بعد يوم، حيث بدأ التفاعل، بشكل إيجابي، مع النصائح الصادرة عن الجهات الحكومية المعنية وكذا جمعيات حماية المستهلك. وأبرز المتحدث أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات، ومنها قرار وزارة الفلاحة تموين الأسواق التجارية الكبرى بحاجياتها من الخضر والفواكه بشكل مباشر دونما حاجة إلى المرور عبر أسواق الجملة، أثمرت نتائج جيدة؛ فقد مكّن الإجراء والقرار من توفير الخضر والفواكه داخل الأسواق بشكل كاف. وإضافة إلى الأسواق، تشهد البنوك ووكالات تحويل الأموال ووكالات شركات الاتصالات إقبالا كبيرا، حيث شوهدتْ صفوف المواطنات والمواطنين ينتظرون دورهم، لاستقبال أو إرسال الأموال أو اقتناء تعبئات الهواتف، تحسّبا لأن تطول مدة حالة الطوارئ الصحية التي ستدخل حيز التنفيذ ابتداء من الساعة السادسة من مساء يومه الجمعة.