في مواجهة تسونامي كوفيد-19، الأطقم الطبية عبر العالم تتصدَّر الصُّفوف، في مواجهة طارئ لم يكن في الحسبان.. والتَّحدِّي واحد.. التَّكوين غير كافٍ في ظلِّ فيروس مستجد.. لا دواء ولا لقاح له.. نقص وخصاص في الأطر الصحية.. والكوطا غير كافية حيث يعيش مهنيو الصحة أجواء المستعجلات في الأحوال العادية.. وفي أغلب ليالي الدوام.. هذا في المنظومات الصحية الأكثر تطورا.. فماذا عنا الآن؟ نقص في الأجهزة خاصة أجهزة التنفس الاصطناعي.. في الأدوية.. في أدوات العزل والحماية.. في الأطر الطبية التمريضية المتخصصة المدربة.. في كل شيء .. إنَّه مركب واحد يَقِلُنا.. تساوت فيه الدُّول الغنية مع الأشدِّ فقرا.. نحن فعلا في خندق واحد.. نفس الاكراهات والتحديات... آلاف المرضى حول العالم حظوا بفرصة العثور على سرير بجهاز تنفس اصطناعي في الحالات المستعجلة.. وآلاف فتك بهم الوباء وهم في انتظار جهاز يساعد رئتين انهكهما المرض.. ومُختصّ! الحالات التي تتطلب الإنعاش تشكِّل التحدي الأكبر لأشد الأنظمة الصحية تطورا عبر العالم.. إيطاليا استعانت ب20الف طبيب متقاعد لاحتواء الخصاص في الأطر.. ممرضوها انهكتهم ساعات الدوام.. والتعب والتوتر أمام هذا التسونامي العاتية أمواجه.. الصين تساعدها بألف جهاز تنفس اصطناعي ومليوني كمامة.. وفوقهم كل خبرتها في مواجهة الفيروس.. حتى تتعافى! العديد من الدول عبر العالم تدعو مختصيها المتقاعدين لسد الخصاص في الموارد البشرية. انصتوا إلى شهادات الأطقم الصحية في البلدان المتقدمة الأكثر تضررا.. كلها تُفصح عن إحساسهم بأنَّهم أُلقِيَ بهم في معركة دون أسلحة.. في الواجهة دون حماية! الكل متخوّف من السيناريو الإيطالي.. ومن مفاجآت الأسبوع المقبل.. ومن موجة حالات جديدة قد تفوق الإمكانيات المتاحة في طب الكوارث والمستعجلات.. أصيب أطباء وممرضون ومساعدون عبر العالم.. الكثير أيضا في الحجر الصحي.. الوضع يهز العالم والإنسانية.. فتحية حب وإجلال وتقدير واجبة، إلى القابضين على الجمر الآن.. المغادرين بيوتهم.. حين أغلق الكل عليه باب بيته الذين يواجهون هذا التسونامي باسم الواجب.. ويتركون المحاسبة والنقد لحين تجاوز الأزمة.. ولا يتركون السفينة تغرق.. لا تختلف احوالنا عن بعض الآن.. سواء في الدول ذات المنظومات الصحية المتقدمة أو الأقل تقدما.. التحديات واحدة.. والهدف واحد.. حماكم الله وحفظكم يا جنود اللحظة.. إلى كل المواطنين. ساعدوهم في معركة الحياة هاته.. والزموا بيوتكم أهلي واحبتي.