مطالب المغاربة بمساهمة الطبقة الميسورة من أجل وقف تداعيات زحف فيروس "كورونا" على المغرب لا تزال مستمرة، فقد انتقلت الدعوات هذه المرة من الأثرياء والاقتصاديين إلى اللاعبين والفنانين الذين يحظون بنسب متابعة كبيرة. وضجت صفحات الأندية الرياضية واللاعبين والفنانين بتعليقات تنادي بضرورة المساهمة المادية مع الأسر المعوزة، التي فقدت مدخولها بسبب توقف العمل بالعديد من الفضاءات التي قررت السلطات إغلاقها تفاديا لتفشي الفيروس (مقاه ومطاعم). وأبدى العديدون رغبتهم في المساعدة، فإلى جانب اللاعبين الدوليين، انبرى بديع أووك وعبد اللطيف نصير ورضا التكناوتي (الوداد الرياضي) وكريم البركاوي (حسنية أكادير) ومحسن متولي وبدر بانون (الرجاء الرياضي) إلى المساهمة في ضمان مصاريف العائلات المتضررة من فيروس "كورونا". ولا تزال حملة التحديات قائمة إلى حدود اللحظة، عبر مختلف وسائط التواصل الاجتماعي، من أجل ضمان أكبر قدر من الإعانات والمساعدات للأسر المغربية، حيث يشير فنان أو لاعب إلى زملائه أمام الجمهور، ليساهم بدوره في المبادرة. وبالإضافة إلى المساهمات المادية، خصص اللاعبون من مختلف الأندية الرياضية الوطنية والفنانون حساباتهم على مواقع التواصل للقيام بحملات تحسيسية وتوعوية، من أجل ثني المغاربة عن الخروج إلى الشارع، والمكوث في المنازل، إلى حين تجاوز الجائحة العالمية. وقدم الرياضيون والفنانون سلسلة وصلات بالأمازيغية والدارجة، تحت الناس على المكوث في بيوتهم، وعدم الخروج سوى للضرورة القصوى التي يحتمها اقتناء اللوازم الأساسية أو الذهاب إلى العمل. وقبل ذلك، نجح المغرب خلال يوم واحد في جمع أكثر من 10 مليارات درهم لمواجهة تداعيات فيروس "كورونا" المستجد، بعدما أعلن أثرياء وشركات عمومية وخاصة وأعضاء الحكومة والبرلمان تقديم مساهمات وتبرعات مهمة لفائدة صندوق مكافحة آثار هذه الجائحة. وكان الملك محمد السادس دعا، قبل أيام، حكومة سعد الدين العثماني إلى إحداث هذا الصندوق لتعزيز المنظومة الصحية، ودعم القطاعات المتضررة من تفشي فيروس "كورونا" المستجد، باعتمادات تصل إلى 10 مليارات درهم.