حذّر حزب التقدم والاشتراكية مما تشهده بلادنا من انحباسٍ للأمطار، إلى حدود الآن؛ وهو "ما يُنبئُ بموسم فلاحي صعب وبوضعية الجفاف التي يتأثر بها سلبا الاقتصاد الوطني عموما، والفلاحون الصغار على وجه الخصوص". وقال حزب "الكتاب"، ضمن بلاغ له، إن الوضع "يتطلب من الحكومة اتخاذ كل التدابير والإجراءات التي تضمن توفير علف الماشية في ظروف شفافة ومتكافئة، والتصدي لكل أشكال المضاربة والاحتكار بهذا الصدد.. كما يُطالب المكتب السياسي الحكومة باتخاذ ما يلزم من تدابير من أجل دعم المواطنات والمواطنين المتضررين والمُتَوَقَعِ تضررهم من وضعية موسم الجفاف المحتمل". ويواصل الحزب قائلا إنه: "في نفس الوقت، وبالنظر إلى الانخفاض المسجل في نسب ملء حقينات معظم السدود، وتراجع منسوب المياه الجوفية، يُطالب المكتب السياسي الحكومة باتخاذ كافة الاحتياطات الضرورية والتدابير الاستعجالية والاستباقية من أجل ضمان استدامة وانتظام تزويد كافة مناطق البلاد بالماء الصالح للشرب، وخاصة منها المناطق المهددة أكثر من غيرها بِشُحِّ المياه". وفي هذا الإطار، قال علي شرود، الخبير المناخي، إن تهديدات الجفاف تجتاح المغرب منذ نهاية السبعينيات، مفيدا بأن بعض السنوات تكون هناك أمطار كثيفة، في حين سنوات تعرف قلة التساقطات. ويردف شرود قائلا، ضمن تصريح لهسبريس، إن "الجفاف من بين تعاريفه أنه معاناة تعيشها منطقة ناتجة عن ندرة المياه، سواء الأمطار أو الجوفية أو غيره"، مفيدا بأن أسبابه متعددة تتعلق بما هو جغرافي وأيضا بشري، ضاربا مثالا بضاية عوا، التي كانت في وقت سابق منطقة سياحية في قلب الأطلس المتوسط؛ ولكن اليوم جفت، بفعل الطبيعة وأيضا البشر. وتابع قائلا: "الإنسان يلعب دورا في هذا الجفاف؛ فهو يبذر الموارد الجوفية". ويؤكد شرود أن الموقع الجغرافي للمغرب يساهم في تعرضه للجفاف، قائلا إن هناك تيارين أساسيين؛ تيار أطلسي يمنحنا رياح باردة ورطبة، وتيار جنوبي يمنحنا رياح جافة وحارة و"كلما كانت سرعة الرياح والجفاف يزداد التصحر". ويبرز الخبير أنه من بين التدابير التي يمكن أن تساهم في الحد من الجفاف "ترشيد استخدام الموارد الطبيعية وعدم استنزاف الفرشة المائية وأيضا التربة"، متحدثا كذلك عن أهمية التشجير "الذي هو عامل مهم يحارب انجراف التربة حتى في حالات الجفاف، إذ يحد من شدة الرياح". ويؤكد شرود على ضرورة محاربة قطع الأشجار ويوصي بإنشاء بحيرات اصطناعية لها منظر جمالي وتساهم في تجميع الفرشة المائية والحد من تأثير الجفاف.