بعد قطعنا مسافة تفوق 80 كيلومترا انطلاقا من مدينة سطات، مرورا ببرشيد والسوالم وسيدي رحال الشاطئ، وصلنا إلى مقر جماعة أولاد عزوز: أزبال وأتربة هنا وهناك، وكلاب ضالة، وروائح مياه الصرف الصحي المارة قرب إحدى المؤسسات التعليمية تزكم الأنوف، وتملأ مياهها الحفر المنتشرة بأزقة مركز الجماعة. تقع جماعة أولاد عزوز بإقليم النواصر بجهة الدارالبيضاءسطات، وتعرف كثافة سكنية مهمة تبلغ 40372 نسمة، منها 23 أجنبيا، موزعين على 9165 أسرة، حسب إحصاء السكان والسكنى لسنة 2014. وتضم الجماعة دواوير عدة ك"أولاد عبو" و"أولاد عيسى" و"عين الجمعة" وغيرها. شباب عاطل يعيش الفراغ ويتوق إلى التنمية، أجمع على انتظاره مشاريع تنموية لمحاربة الهشاشة والاهتمام بالبنية الطرقية وفك العزلة عن سكان مجموعة من الدواوير، ك"الراس العالي" و"عين الجمعة" و"السويلم"، وتعميم الإنارة العمومية، رغم توفر المنطقة على خيرات مهمة ووحدات صناعية، تساعد المنطقة على الحدّ من الفقر والتهميش والقضاء على الدور العشوائية المنتشرة على جوانب الطريق غير بعيد عن مقر الجماعة. جمعويون: النقص في كل شيء عثمان الخياط، الفاعل الجمعوي بمنطقة أولاد عزوز إقليم النواصر، الذي صادفته هسبريس أثناء جولتها بالمنطقة، قال إنه يشعر بالحسرة والأسى على الواقع التنموي لقبيلته، معللا ذلك بانتشار الأزبال في غياب حاويات النفايات المناسبة. وأضاف الخياط، في تصريح لهسبريس، أن "الواد الحار" يصبّ أمام مدرسة تعليمية، ويعبره التلاميذ. وتطرق الفاعل الجمعوي ذاته إلى معاناة شباب المنطقة بسبب غياب المرافق العمومية كملاعب القرب، وعدم افتتاح دار الشباب لأبوابها أمام المواهب، مشيرا إلى النقص في جميع المرافق بجماعة أولاد عزّوز، وغياب الأنشطة الخاصة بالشباب عموما. وبخصوص الخدمات الصحية، أوضح الخياط أنها لا تخرج عن السياق العام، حيث يسري الواقع على الجميع، بالرغم من وجود بنيات الاستقبال، متسائلا عن مدى كفايتها للكثافة السكانية بأولاد عزّوز. وأضاف أن الخدمات الصحية تعرف نقصا بشهادة الجميع، على مستوى الأطر، وهو ما يؤدي إلى غياب الخدمات، وضعف الاستفادة من الأدوية، حيث تنعدم بعض الأنواع تماما. وحول الخدمات الخاصة بالإنارة العمومية والماء الصالح للشرب، أكد المتحدث أن الإنارة العمومية غير معمّمة على جميع الدواوير، فيما أقر باستفادة الجميع من الربط الفردي بالكهرباء، مع استفادة الجمعيات من الإشراف على الربط الفردي بالماء الصالح للشرب وتعميمه على الساكنة، إلا أن ذلك لم يكتمل بعد. وطالب الفاعل الجمعوي ذاته الجهات المسؤولة بتوفير متطلبات التنمية من وسائل لوجيستيكية وبنيات تحتية ومرافق عمومية، حتى تكون سيارة الإسعاف رهن إشارة المواطن فور احتياجها، وقيام شاحنة الأزبال بجولات داخل الدواوير لجمع النفايات وتغطية ما يفوق 30 تجمّعا سكنيا. المجلس الجماعي يخلف الوعد النقص الحاصل في المرافق العمومية وغياب ملاعب القرب للشباب ورداءة البنية التحتية وانتشار الأزبال ومرور "الواد الحار" أمام مدرسة تعليمية بالمركز وغيرها من متطلبات العيش الكريم للمواطنين بجماعة أولاد عزّوز فرضت علينا التوجه إلى مقر الجماعة لأخذ رأي رئيس المجلس، إلا أن بعض المصادر أفادت بأنه بإحدى المؤسسات التعليمية بمركز بلدية دار بوعزة. وقد انتقلنا إلى مركز دار بوعزّة حيث التقينا برئيس المجلس بعد انتهاء نشاط تحسيسي حول ظاهرة الإدمان لدى الشباب، حضره عامل إقليم النواصر وعدد من رؤساء المصالح. وقد اعتذر في بداية الأمر، متعللا بضيق الوقت والتزامه بزيارة إحدى الأسر قصد أداء واجب العزاء، وحدّد موعدا في الموالي قصد تقديم توضيحات حول المطالب التنموية للسكان، قائلا إن "جميع المشاريع توجد في رأسي وهي محفوظة لديّ بدون أوراق"، إلاّ أنه أخلف وعده بعدم الردّ على اتصالنا، حيث ظل هاتفه يرنّ دون جواب.