خميسات الشاوية جماعة ترابية محدثة، بعدما كانت امزورة هي الجماعة الأم، وتقع جنوب مدينة سطات على بعد 24 كيلومترا، عبر الطريق الوطنية رقم 9، ويبلغ عدد سكانها 5527 نسمة، من بينهم أجنبي واحد، موزّعين على 1058 كانونا. في الطريق إلى جماعة خميسات الشاوية تصادفك حقول غنية بدأت تزحف عليها البنايات، فضلا عن مزارع الجزر الموسمية المنتشرة بالمنطقة.. عند الوصول تصادفك قطعة حجر مكسّرة نقش عليها اسم الجماعة الترابية. كانت الصعوبة كبيرة للوصول إلى مقر الجماعة الجديد، الذي يوجد وسط غابة بدون عنوان ولا أبواب بعيدا عن المركز والسكان، بل حتى بعض السكان الذين حاولنا طلب إرشادهم، لا يعرفون مقر جماعتهم، بعدما تحوّل المقر القديم بالمركز إلى أطلال وخراب، وأصبح عبارة عن مراحيض في الهواء الطلق مليء بالأزبال، ويهدّد حياة كل من ولج إليه بفعل وضعيته القابلة للانهيار. بعد جولة في مرافق الجماعة، لاحظ طاقم هسبريس غيابا تامّا لمرافق الشباب، باستثناء ملعب عشوائي في مجرى الوادي، الذي يمرّ من قنطرة أقيمت على الطريق الوطنية رقم 9،.. مركز صحي مغلق، على الرغم من أنه كان يوم عمل، ومقر جماعة بدون عنوان وسط غابة بعيدا عن المركز والسكان،.. "شوف أخويا، بعدو علينا هذيك الجماعة والمستوصف يظل مغلق في غالب الأحيان.. الله يدير لينا شي حلّ"، يقول أحد المواطنين الذين صادفتهم هسبريس قرب المركز الصحي. جمعويون يطالبون بالتنمية بوشعيب شهاب، رئيس جمعية الأمل للثقافة والبيئة والتنمية الاجتماعية بخميسات الشاوية، الذي كان محمّلا برزمة من المراسلات، حصلت هسبريس على نسخ منها، التي وجّهها إلى الجهات المعنية حسب الاختصاص، للمطالبة بتنمية الجماعة الترابية، قال في تصريح لهسبريس إن الجمعية التي يمثلها قد أصابها العياء بفعل كثرة المراسلات للجهات المعنية للمطالبة بالتنمية دون جدوى. وشدّد شهاب على مطلب فكّ العزلة عن دواوير الجماعة الترابية باعتباره المدخل الرئيس لكل تنمية، مستدركا أن عامل الإقليم قد طالب كاتبه الخاص بمقابلة الجمعية في حوار حول المطالب، على خلفية إحدى المراسلات في الموضوع، حيث قدم وعودا بإيفاد لجنة قصد إجراء معاينة وأخذ قياس للمسافات بين الدواوير، مع برمجة المسالك في الشطر الثاني حيث ما زالت السكان في قاعة الانتظار. وأضاف شهاب أن المسالك القروية تعتبر شريانا بالنسبة للسكان، الذين يعانون الإقصاء والتهميش، ويتعلّق الأمر بأولاد مالك والمينات والبحيحات والحجاج والواسطة واتجاه المقبرة والمؤسسات التعليمية، وغيرهم من التجمعات السكنية الأخرى بالجماعة الترابية، التي أصبحت تفكّر في الهجرة الجماعية على حدّ قوله. وسجّل ممثل الجمعية التنموية مشكلا على مستوى الربط بالماء الصالح للشرب بناء على شراكة، بين مكتب الماء وعمالة الإقليم والجماعة الترابية والجمعية التي يمثلها، معبّرا عن تفاجئه بمطالبة السكان بإنجاز الربط على حسابهم الخاص، على الرغم من أن السكان فقراء "سكان البادية ما عندهمش حتى باش يتعاشاو عادا غادين يصوبوا قنوات الماء من جيوبهم فهذا لا يعقل". وأضاف شهاب أن الإنارة العمومية ضعيفة جدّا، على الرغم من تطوّع بعض السكان لاقتناء المصابيح من مالهم الخاص، بعد إجراء اكتتاب بالتراضي بينهم، مطالبا بتشذيب الأشجار المنتشرة على طول الطريق الوطنية رقم 9 التي تمرّ من وسط الجماعة الترابية، خاصة على مستوى المسافة الفاصلة بين جماعتي الحوازة وخميسات الشاوية. وحول الخدمات الصحية، قال الفاعل الجمعوي بأسلوب تهكّمي: "الصحة ماكيناش حتى في المدن بقا غير تكون في العالم القروي، الله يحسن عون المواطنين في البوادي". وطالب في الوقت ذاته الجهات المعنية بتسييج المقابر احتراما لحرمة الموتى، والتفاعل مع مراسلات المجتمع المدني وتحقيق مطالب المواطنين وتمتيعهم بحقوقهم في مختلف الخدمات وتنزيل الوعود على أرض الواقع مشدّدا على توفير الماء الصالح للشرب وفكّ العزلة باعتبارهما مطالب استعجالية. للمجلس الجماعي رأي للحصول على أجوبة لتطلعات السكان والجمعويين بمنطقة خميسات الشاوية إقليمسطات، قصدت هسبريس مقر الجماعة بعد معاناة كبيرة، إلاّ أننا لم نجد الرئيس ولا من ينوب عنه، باستثناء بعض الموظفين الذين طلبوا منا الاتصال به مع امتناعهم عن مدّنا برقم هاتف رئيسهم ربّما خوفا من اللوم. وعلى الرغم من ذلك، حصلت هسبريس على هاتف الرئيس من مصادر خاصة، وربطت الاتصال به إلاّ أنه اعتذر عن الإجابة هاتفيا، والتمس منّا منحه فرصة حتى يكون اللقاء مباشرا ويتعرّف على هوية المتصل به، ويقدّم جميع الإجابات، حيث جرى الاتفاق على اليوم الاثنين، إلاّ أن سيادة الرئيس امتنع عن الجواب هاتفيا مرّة أخرى قصد تحديد المكان وأخذ تصريحات، لتنوير الرأي العام وكشف واجب المجلس الجماعي في النهوض بتنمية جماعة قروية مهمّشة باعتباره ممثلها.