يحيى، طفل في عمر الزهور، يقطن بقصر مكمات بالجماعة الترابية غريس العلوي، ضواحي مدينة كلميمة، إقليمالرشيدية، خرج للعب رفقة أحد أصدقائه، قبل أن تهاجمهما مجموعة من الكلاب الضالة، فنهشت أجزاء كبيرة من وجهه وأطرافه، فيما نجا صديقه بعد صعوده نخلة. ووفق المعطيات التي حصلت عليها جريدة هسبريس من أقارب الطفل الضحية، وجمعويين بالمنطقة، فإن الضحية الذي يبلغ من العمر 12 سنة، تعرض لإصابات بليغة على مستوى الوجه والأطراف، كما تسببت له هذه الكلاب في فقدان أجزاء من أنفه وشفتيه. الضحية نقل إلى المستشفى المحلي بمدينة كلميمة، لكن ونتيجة خطورة وضعه الصحي تم تحويله على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية، وبعدها إلى المستشفى الجامعي بفاس، قبل أن تستقر به سيارة الإسعاف في ما بعد بمستشفى 20 غشت بالدار البيضاء، حيث يتلقى العلاجات الضرورية، في انتظار إجراء مجموعة من العمليات الجراحية باهظة الثمن له، وفق مصدر قريب من أسرة الطفل الضحية. ويحكي قريب لأسرة الضحية، في تصريح لهسبريس، أن الطفل يعيش حالة صحية مأساوية، وحياة أسرته مرتبكة ويعمها الحزن على ما آل إليه وضعه الصحي، مضيفا أنه بات أقرب إلى الاحتضار منه إلى الحياة، ما لم تمتد إليه أيادي المسؤولين والمحسنين لتنتشله مما هو فيه من آلام لا يعلمها إلا الله. من جهته التمس رشيد حسوني، وهو فاعل جمعوي بكلميمة، وأحد المتتبعين لملف الطفل الضحية، (التمس) من الملك محمد السادس ووزير الصحة والمحسنين "النظر في حالة الطفل يحيى، ومساعدة أسرته في معالجته، مادام هناك أمل كبير في نجاح عمليته ليعود إلى طبيعته". الجمعوي ذاته أوضح في تصريح لهسبريس أن مدينة كلميمة والمناطق المحيطة بها تعيش على وقع انتشار كبير للكلاب الضالة، التي باتت تهدد حياة الساكنة، خاصة الأطفال، مشيرا إلى أن "الوضع لم يعد مقبولا، وبالتالي على السلطات العمومية التدخل لوضع نهاية لهذا الكابوس المرعب"، وفق تعبيره. وأضاف الجمعوي نفسه أن المدينة ونواحيها تشهد انتشارا واضحا للكلاب الضالة، التي تؤرق بال المواطنين المتخوفين من أن تتسبب عضاتها، خاصة للأطفال، في مرض "داء الكلب"، المعروف ب"الجهل"، محملا الجهات المسؤولة مسؤولية حفظ الصحة وسلام وأمن المواطنين أمام هذا الانتشار الخطير للكلاب الضالة. وعلاقة بالموضوع ذاته، نظمت ساكنة مدينة كلميمة ونواحيها، أمس الجمعة، مسيرة احتجاجية للتضامن مع أسرة الطفل الضحية، ومطالبة الجهات المسؤولة بالتدخل الفوري لقتل الكلاب الضالة، حفاظا على أمن وسلامة المواطنين.