يخوض المنتخب السينغالي منافسات الدورة ال28 من بطولة إفريقيا للأمم 2012 لكرة القدم كأبرز مرشح لبلوغ أدوار متقدمة أو حتى معانقة اللقب للمرة الأولى في تاريخه ضمن المجموعة الأولى، التي تتشكل أيضا من ثلاثة منافسين قد يبعثرون أوراق المجموعة وهم ليبيا وزامبيا وغينيا الإستوائية. ويملك أسود "التيرانغا" سجلا حافلا سيكون حافزا لها لتخطي أي تحد من خصومها في المجموعة، إذ سبق لها أن بلغت ربع نهاية كأس العالم سنة 2002 وشاركت في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 11 مرة. وتشير كل التكهنات إلى أن المنتخب السينغالي مرشح بامتياز للذهاب بعيداً خلال مشاركتهم للمرة الثانية عشرة في المونديال القاري والظفر بأول ألقابه بعد المشوار الرائع في الإقصائيات حيث تصدر المجموعة الخامسة على حساب منتخبات الكاميرون والكونغو الديمقراطية وموريشيوس، بعد أن لعب ست مباريات فاز في خمس منها وتعادل في واحدة ولم يذق طعم الهزيمة وسجل نجومه 16 هدفا واستقبلت شباكه هدفين فقط وجمعوا 16 نقطة كاملة منحتهم الصدارة بفارق خمس نقاط عن زملاء النجم صامويل إيتو. ويبقى منتخب زامبيا الوحيد الذي يمكن أن يشكل عقبة في طريق أشبال أمارا تراوري، باعتبار أنه خاض النهائيات القارية 14 مرة، ولعب نهايتي دورتي 1974 و1994 ، فيما لم يبلغ المنتخب الليبي النهائيات سوى في سنتي 1982 و2006 ، ولعب مباراة نهائية واحدة على أرضه سنة 1982، وهو أفضل إنجاز في مشواره. أما منتخب غينيا الإستوائية، فسيخوض أول نهائيات في تظاهرة قارية. ويكرس هذا المشوار تألق المجموعة الشابة التي يمكنها بفضل مؤهلاتها قلب الموازين وإعادة إنجاز دورة سنة 2002، وهي السنة ذاتها التي بلغ فيها المنتخب السينغالي ربع نهاية المونديال على حساب منتخبات من العيار الثقيل كفرنسا، حامل اللقب حينها والسويد. وكان منتخب السينغال قد خسر بداية السنة ذاتها بصعوبة نهاية كأس إفريقيا للأمم أمام منتخب الكاميرون بالضربات الترجيحية 2-3 بعد 120 دقيقة من اللعب انتهت بالتعادل السلبي. والأكيد أن المدرب أمارا تراوري، الذي فضل الإستعداد لهذا الحدث الإفريقي بالسينغال، مع مبارتين وديتين أمام منتخبي السودان وكينيا، سيعتمد على العناصر التي أبانت عن علو كعبها في مختلف البطولات، كموسى سوو (أحسن هداف في بطولة الدرجة الأولى 2010-2011) وبابيس سيسي ومامادو نيانغ وبيمبا با وإسير ديا (بطل تركيا 2011)، وأيضا أعمدة خط الدفاع كالشيخ مبينغ وسليمان دياوارا وقدير مانغان وأرماند طراوري. وخلف المنتخب السينغالي، تبقى حظوظ المنتخبات الثلاثة الأخرى في المجموعة تقريبا متساوية لانتزاع البطاقة الثانية، دون استبعاد عنصر المفاجأة. وستحمل مباراة المنتخبين الزامبي والليبي، التي شاءت الصدف أن تجمعهما في المجموعة الإقصائية ذاتها، شعار الثأر. فقد أنهى الأول، الذي سيكون محروما من خدمات مهاجمه جاكوب مولينغ ووسط الميدان ويليام نجوبوو، في صدارة ترتيب المجموعة الثالثة وتأهل مباشرة إلى النهائيات، في حين خرج منتخب ليبيا منتصرا من لقائه المباشر مع منتخب زامبيا (1-0 ذهابا) و(0-0 إيابا)، وتأهل كأفضل ثان. وسيعمل منتخب غينيا الإستوائية، على الإستفادة من هذه الفرصة التاريخية وترك بصماته في أول مشاركة له في نهائيات كأس إفريقيا للأمم ، خاصة وأنه يحتضن المنافسات على أرضه ما يفرض عليه تجاوز الدور الأول على الأقل. لكن منتخب غينيا الإستوائية سيكون، بالإضافة إلى الخصوم الثلاثة، أمام تحد آخر يتمثل في الضغط الذي يفرضه اللعب أمام جماهيره ونقص المنافسات، باعتبار أنه لم يخض الإقصائيات، التي تشكل فرصة لتهىء مجموعة متجانسة.