شككت العديد من المصادر الإعلامية الإيطالية في فرضية إقدام أحد المهاجرين المغاربة على الانتحار التي رجحتها المصالح الأمنية ،في انتظار نتائج تشريح الجثة،حيث أعلنت مساء الإثنين 16 يناير الجاري بالعاصمة روما العثور عن المهاجر المغربي "محمد نصري" (31 سنة) المتهم بتورطه في مقتل رضيعة صينية ووالدها يوم 4 من الشهر الجاري ،مشنوقا بأحد الضيعات الفلاحية المهجورة الواقعة على أطراف المدينة. فقد أثار الكشف عن تفاصيل العثور عن جثة المتهم الذي أصدرت المصالح الامنية الإيطالية منذ التاسع من الشهر الجاري أمرا بالبحث وعنه وعن مهاجر مغربي آخر، من دون الكشف عن هويتهما لوسائل الإعلام، بتهمة تورطهما في الجريمة البشعة التي شغلت الرأي العام المحلي والتي اودت بحياة رضيعة لا يتعدى عمرها ستة أشهر ووالدها (31 سنة) ذو الأصول الصينية، العديد من التساؤلات عما إذا كان الامر يتعلق فعلا بعملية انتحارية. وذكرت صحيفة "لاريبوبليكا" في عددها لنهار يوم الثلاثاء أن التفاصيل تجعل فرضية الإنتقام قائمة، متسائلة كيف يمكن لشخص بمفرده أن يتمكن من شنق نفسه بحبل مربوط على علو 4 أمتار ثم أن المكان يستحيل الوصول إليه من دون السيارة وأن الهالك كان يلبس ملابس خفيفة (صيفية) رغم مناخ الشتاء السائد الآن لتخلص –الصحيفة- إلى أن اختيار المتهم الرئيس في الجريمة البشعة التي عرفتها روما في الأيام القليلة الماضية العمل على الحد بهذه الطريقة لحياته يطرح مجموعة االتساؤلات. ولا تشكل صحيفة "لاريبوبليكا" استثناء حيث شاركتها معظم وسائل الإعلام الإيطالية بما فيها المرئية نفس المنحى حيث أشارموقع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيطالي (راي) إلى فرضية الإنتقام من المهاجر المغربي خصوصا وأنه كان معروفا وسط الجالية الصينية بسوابقه وهو ما قد يكون الإهتداء إليه أمرا سهلا وربما حتى قبل المصالح الأمنية وأن العديد من سكان الحي الذي وقعت فيه الجريمة كانوا متأكدين –يضيف موقع راي- من أن الجالية الصينية ستأخذ بثأرها. وهو ما ذهبت إليه مختلف التعليقات عبر مختلف المنتديات والمواقع من الإشارة إلى "بصمات" المافيا الصينية المعروفة بسريتها التامة في نشاطاتها ومدى دقتها في تنفيذ أهدافها من دون ان تترك أثارا عن عملياتها. ويعتبر العثور على المتهم الرئيس مشنوقا بعدما أن كانت المصالح الأمنية ترجح فرضية مغادرته رفقة شريكه الثاني إلى خارج إيطاليا اللغز الثاني في حيثيات هذه الجريمة بعد اللغز الأول الناجم عن العثور عن محفظة الضحية الصيني وبداخلها مبلغ 16 ألف أورو وهاتفه النقال غير بعيد عن مسرح الجريمة بعدما أن كانت كل المؤشرات تشير إلى أن الجريمة كانت بدافع السرقة. وتأمل المصالح الامنية المكلفة بالكشف عن خيوط الجريمة أن تساعدها نتائج تشريح الجثة وكذا الهاتف النقال الذي كان بحوزة المتهم الرئيس في الوصول إلى المتهم الثاني للكشف عن بعض "أسرار" هذه الجريمة التي بدأت تتعقد ألغازها.