أبدى المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد تفاؤله بشأن استعادة "أب الفنون" لجمهوره الذي ما فتئ حضوره إلى المسارح ينحسر، خاصة مع الثورة الرقمية التي جعلت "الفرجة" تقتحم البيوت وترافق المتلقي أينما حل وارتحل. وقال الناقد المسرحي المغربي، خلال حفل تكريمه بمعرض للمصور الفوتوغرافي حمزة محيمدات، مساء الإثنين بالرباط، إن هناك أملا في أن يستعيد المسرح ألَقه على يد الجيل الحالي من المسرحيين الشباب، داعيا إياهم إلى تقديم ما هو أحسن مما قدمه الجيل السابق، خاصة في ظل توفر الدعم والمواكبة الإعلامية للأنشطة المسرحية. وجوابا عن سؤال لهسبريس حول تقييمه ما يقدمه الجيل الحالي من المسرحيين على الخشبة، قال برشيد: "أنا أؤمن بنظرية النشوء والارتقاء، أي إن الخلف ينبغي أن يكون أحسن من السلف، وأنّ الآتي يضيف إضافات جديدة إلى ما مضى. ونحن في انتظار الإضافات الجديدة التي يحملها الشباب". وأضاف برشيد أن الشباب قادر على حمل مشعل المسرح، والسير به بعيدا، "لأن الشباب هو الغد، وهو المعوّل عليه، سواء في ميدان المسرح وغيره من ميادين الإبداع أو في مجالات أخرى؛ ولا يمكن لأي مجتمع أن يتطور بدون تشجيعه". ورغم الفراغ الذي تعاني منه المسارح جراء انحسار إقبال الجمهور عليها، فإن عبد الكريم برشيد يرى أن هذا العزوف ما هو إلا سحابة عابرة، قائلا: "أعتقد أن هذه مرحلة انتقالية، سبقتها مراحل انتقالية مماثلة، فقد انتقلنا من الحكواتي إلى الراديو، ثم السينما فالتلفزيون، ثم إلى وسائل الاتصال الحديثة، التي جعلت الإنسان مرتبطا بالفضاء الافتراضي. ولكننا سنرجع إلى الفضاءات التي هجرنها، حين نتعب من هذه الوسائل". ونوّه منظّر المسرح الاحتفالي بالدور الذي يقوم به الإعلام في ربط الجسور بين المبدعين والجمهور، بقوله: "ما قيمة أن ترقص في الظلام دون أن يكون هناك من يسلط الضوء على رقصك ليراك الناس؟"، داعيا الجيل الصاعد من المبدعين إلى أن يقدموا إبداعا رصينا وحقيقيا، وأن يكونوا ذوي نفَس طويل، "فأجمل ما في الفن هو أنه لا توجد فيه شيخوخة"، وفق تعبيره. وانبثقت فكرة المعرض الفوتوغرافي الذي اختار له صاحبه، حمزة امحيمدات، عنوان "أحاسيس على خشبة المسرح"، كما جاء في الكلمة المقتضبة التي ألقاها في افتتاح المعرض الذي تحتضنه قاعة با حنيني بالرباط، ويستمر إلى غاية 4 يناير، من الرغبة في المساهمة في إبقاء العلاقة ممتدة بين الجمهور والمسرح، بعد أن لاحظ، انطلاقا من تغطيته لعدد من العروض والمهرجانات، تراجع إقبال الجمهور على العروض المسرحية.