كشف بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عن معطيات مثيرة بشأن الخلية الإرهابية، التي فككتها السلطات الأمنية بطماريس ضواحي الدارالبيضاء، يوم الجمعة الماضي، والتي كانت لها ارتباطات عضوية بمدينتي وزان وشفشاون، مشيرا إلى أن "الخلية كانت في مرحلة متقدمة قبل التنفيذ المادي للعملية التخريبية". سبيك، الذي حلّ ضيفا على برنامج "حديث الصحافة" بالقناة الثانية، مساء الأحد، أكد أن "الخلية كانت تهيئ شريط الفيديو الذي كان سيُبث غداة ارتكاب الأعمال التخريبية". وتابع قائلا: "لقد قاموا بعمليات استطلاع قبل الانتقال إلى تنفيذ العملية، التي كانت تهم أساسا بعض الأهداف الحساسة، التي تُصنف ضمن المنشآت الحيوية للبلاد، فضلا عن تنفيذ أهداف أخرى تقليدية تسعى إلى استهداف عناصر الشرطة". وأضاف الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني أن "الخلية الإرهابية كانت تعتزم الفرار إلى منطقة جبلية بالقرب من دوار بني محمد بضواحي وزان، حيث اختيرت المنطقة لدوافع عائلية بسبب ارتباطات بعض الأشخاص الموقوفين بالمنطقة من جهة، وكذلك لأنها معروفة بمسالكها الوعرة التي يصعب الولوج إليها من جهة ثانية؛ حيث تتوفر فيها ظروف العيش بسبب قربها من وادٍ، وصعوبة تحديدها على مستوى الإحداثيات الجغرافية". وأشار سبيك إلى أن "القراءة الدقيقة للمحجوزات التي أعلنت عنها المديرية العامة للأمن الوطني، تتكون من ست خيام للنوم وبعض الملابس الجديدة والجلاليب، وهذا مرده رغبة أعضاء الخلية في التخلص من ملابس العملية، والفرار إلى القاعدة الخلفية للاختباء بها، والتي كان يُرتقب أن يعلن فيها قيام ما يسمى بولاية الدولة الإسلامية في بلاد المغرب، فضلا عن القيام بعمليات لاحقة". وعن ملامح الأشخاص الموقوفين على خلفية الخلية الإرهابية، أوضح الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني أن "لهم ارتباطات بشخص أجنبي كان يسهر على الدعم اللوجستيكي، لأن نوعية المحجوزات عبارة عن أسلحة أوتوماتيكية لا يمكن لأي إنسان في المغرب أن يلج إليها، بينما وفرها هذا الشخص الأجنبي للخلية المتطرفة من منطقة الساحل جنوب الصحراء". "أربعة أشخاص تم إيقافهم بمنطقة طماريس بضواحي البيضاء، وشخص آخر بمنطقة المْكناسة بنواحي عين الشق، بينما تم القبض على الأشخاص الآخرين بضواحي الشاون"، يقول المسؤول عينه، الذي أشار إلى أن "أعمار أفراد الخلية تتراوح بين 20 و27 سنة، يتوزع مستواهم الدراسي بين الأساسي والثانوي، وهم ينشطون في مهن المياوم والسباح المنقذ واللحام". وأوضح سبيك أن "أفراد الخلية الإرهابية يشتركون في معطى التطرف، إذ لهم ارتباط عقائدي ب"داعش"، وهو ما تبرزه الوثيقة المكتوبة على شريط الفيديو المحجوز الذي يوثق لإعلان الولاء لتنظيم "داعش" الإرهابي، فضلا عن كون الشخص الذي يوفر الدعم المادي والمعنوي محسوب على هذا التنظيم الإرهابي".