أكد وزير الطاقة والمعادن والبيئة، عزيز الرباح، أن الاكتشافات الجديدة للغاز في كل من موريتانيا والسينغال لا يمكن لها أن تؤثر على سير مشروع إنجاز أنبوب الغاز المغربي النيجيري الضخم. وكشف وزير الطاقة والمعادن أن "مشروع أنبوب الغاز وصل إلى مرحلة الدراسة الهندسية والتقنية التي تدرس مسار الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية للمشروع، حتى نكون جاهزين للنظر في كيفية البحث عن استثمارات لإنجاز هذا المشروع بين الدول التي يمر منها، أو عن طريقة شراكة مع القطاع الخاص". وجوابا على سؤال تقدم به فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين خلال جلسة الأسئلة الشفوية، مساء الثلاثاء، حول "مآل مشروع إنجاز أنبوب لنقل الغاز من نيجيريا عبر المغرب"، أكد الوزير الرباح أن هذا المشروع الكبير يهم أكثر من 13 دولة ويستفيد منه حوالي 300 مليون نسمة، مضيفا أن "المشروع ينقل إفريقيا لتصبح واحدة من أكبر المحطات العالمية في إنتاج الغاز العالمي". وأوضح المسؤول الحكومي أن "المغرب حاضر بقوة في تحولات الطاقة عالمياً، ولديه استراتيجية ومرصد طاقي وشراكات دولية رفيعة تؤهله ليصبح فاعلا مهما في المجال". كما أبدى الوزير الرباح تفاؤلاً ببعض الاكتشافات المحدودة للغاز بالمملكة. وزير الطاقة شدد على أن أنبوب الغاز المغربي النيجيري "سيحقق التوازنات العالمية في المجال الطاقي عبر بوابة إفريقيا"، موردا أن "الدراسات التي أجريت على المشروع أخذت بعين الاعتبار كل التحولات التي يعرفها عالم الغاز، بما فيها المعطى الجديد المرتبط بموريتانيا والسينغال". وقال الرباح: "نحن سعداء بالاكتشافات الموريتانية السينغالية، لأن تنمية مجالك يجب أن ترافقها تنمية مجال الجيران أيضا حتى يعم الاستقرار والأمن بالمنطقة". لكن المسؤول الحكومي لم يخف تخوفه من المنافسة العالمية في قطاع الغاز، التي قال عنها إنها "موجودة مثل بقية القطاعات الأخرى". فريق التجمع الوطني للأحرار بالغرفة الثانية قال إن الاكتشافات الجدية للغاز بموريتانيا والسينغال "يمكن أن تشوش على مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا"، وتساءل عن إمكانية صمود هذا المشروع أمام منطق النجاعة الاقتصادية والتحولات الجذرية التي يعرفها سوق الغاز، خصوصا في ظل الاكتشافات القريبة من المغرب. وفي غشت الماضي، شارك وفد مغربي بأبوجا بنيجيريا في اجتماع مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو)، نظمته مؤسسة النفط الوطنية النيجيرية، لاستعراض سير مشروع خط أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب الذي سيمر أيضا بعدد من بلدان غرب إفريقيا. جدير بالذكر أن موريتانيا والسنغال فتحتا صفحة جديدة في العلاقات بينهما، بعد توقيعهما على اتفاق لتقاسم إنتاج الغاز في حقل ضخم تم اكتشافه في المياه الإقليمية المشتركة، ويجري العمل على بدء استغلاله منذ سنوات.