كشفت دراسة أمريكية حديثة، أن دواءً يستخدم لعلاج سرطان الدم النخاعي المزمن، أظهر نتائج واعدة في علاج أورام الدماغ الفتاكة لدى الأطفال، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول. الدراسة أجراها باحثون بكلية الصيدلة جامعة كاليفورنيا الأمريكية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (PLOS ONE) العلمية. وأجرى الفريق دراسته لاكتشاف فاعلية عقار "نيلوتينيب" Nilotinib الحاصل على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج سرطان الدم النخاعي المزمن. وفي دراسة أجريت على الفئران المصابة بالسرطان في سن مبكرة، اكتشف الفريق أن هذا العقار فعال في علاج الورم الأرومي النخاعي، وهو ورم سرطاني خبيث يبدأ في الجزء السفلي الخلفي من الدماغ، المعروف باسم المخيخ لدى الأطفال. ويميل الورم الأرومي النخاعي إلى الانتشار عبر السائل الدماغي النخاعي، إلى مناطق أخرى حول الدماغ والحبل الشوكي. وأشار الفريق إلى أن ما يشجعهم على تجربة هذا العقار، أنه معتمد بالفعل من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، ما يجعله مرشحًا علاجيًا جيدًا لعلاج الورم الأرومي النخاعي بمفرده أو بالتزامن مع العلاجات التقليدية للمرض وهي الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي. وأضافوا أن الدواء يستهدف بشكل خاص الخلايا السرطانية التي لها نشاط غير طبيعي لنظام الاتصال الخلوي، ما يجعله أكثر فعالية وأقل سمية. وقال الدكتور روبن أباجيان، قائد فريق البحث: "اكتشفنا نشاطًا لم يكن معروفًا من قبل لعقار "نيلوتينيب" يمكن الاستفادة منه لعلاج جزء كبير من حالات سرطان الورم الأرومي النخاعي لدى الأطفال". وأضاف أنه "بعد علاج الفئران المصابة بالمرض بالعقار، فإنها شهدت انخفاضا ملحوظا في نمو الأورام، وعدم حدوث مقاومة للعلاج". ويمكن أن تحدث الإصابة بالورم الأرومي النخاعي في أي عمر، ولكنه غالبًا ما يصيب الأطفال الصغار، ومع أن الأورام الأرومية النخاعية نادرة، إلا أنها أكثر الأورام الدماغية السرطانية شيوعًا بين الأطفال. وتشمل علامات الإصابة بالورم الأرومي النخاعي وأعراضه: الصداع، والغثيان، والقيء، والإرهاق، والدوخة، والرؤية المزدوجة، وسوء التنسيق، وتزعزع المشي، وقد ترتبط هذه الأعراض بالورم نفسه أوقد تقع بسبب تزايد الضغط داخل الدماغ.