بعد الجدل الواسع الذي أثاره التناول الإعلامي من طرف بعض الصحف والمواقع الإلكترونية لواقعة اعتقال الصحافية هاجر الريسوني، والاتهامات التي وُجهت إلى ما يسمى "صحافة التشهير"، بتأليب الرأي العام ضد المعتقلة، دعا المجلس الوطني للصحافة الصحافيين إلى الالتزام بأخلاقيات المهنة. المجلس الوطني للصحافة قال، في بلاغ صادر عنه الخميس، إنه توصل بعدة شكاوى من أشخاص ذاتيين واعتباريين، تتعلق باتهامات حول خرق أخلاقيات مهنة الصحافة من طرف جرائد ووسائل إعلام ومن طرف صحافيين، مشيرا إلى أن الشكاوى التي توصل بها المجلس أحيلت على لجنة أخلاقيات المهنة والقضايا التأديبية. ويتّجه المجلس الوطني للصحافة نحو تضييق الخناق على وسائل الإعلام المُتهمة ب"التشهير"، وذلك باتخاذ عقوبات تأديبية في حق منتهكي أخلاقيات مهنة الصحافة بعد استنفاد جميع المساطر، من الاستماع إلى جميع الأطراف والطعن. يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "المجلس سيواجه بحزم كل مَن لا يلتزم بأخلاقيات مهنة الصحافة"، موضحا: "لا ننشر البلاغات من أجل التنديد فقط، بل ستكون هناك عقوبات تأديبية في حق كل من لا يلتزم بأخلاقيات المهنة، وفق ما ينص عليه القانون". وتبتدئ العقوبات التأديبية المخوّلة للمجلس الوطني للصحافة من التنبيه والإنذار والتوبيخ، وقد تصل إلى السحب المؤقت لبطاقة الصحافي المهني لمدة سنة واحدة، أو لمدة يحددها المجلس في حالة العود، كما يمكن أن تصل العقوبة التأديبية إلى فرض غرامة يتراوح مبلغها ما بين 5000 و50.000 درهم. وسبق للمجلس الوطني للصحافة أن عقد اجتماعات عدة خُصصت للتداول حول انتهاكات أخلاقيات المهنة، كان آخرها يوم أمس الأربعاء، قبل إصدار بلاغه اليوم الخميس، الذي دعا فيه "كل الصحافيات والصحافيين ومختلف المنابر الصحافية والإعلامية إلى تجنب كل ما يمكن أن يمس بأخلاقيات المهنة وشرفها، والالتزام بالمبادئ المتعارف عليها في مهنة الصحافة والواردة في ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة". وكان المجلس الوطني للصحافة قد صادق على ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة، وسيشرع في تنفيذ ما يترتب عنه مباشرة بعد صدور النظام الداخلي في الجريدة الرسمية، سواء بالنسبة للشكاوى التي توصل بها أو في إطار التصدي التلقائي لانتهاك أخلاقيات الصحافة. وأكد يونس مجاهد أنّ البلاغ الصادر اليوم عن المجلس الوطني للصحافة، الذي يتوعد بمعاقبة منتهكي أخلاقيات المهنة، "ليس للتنديد فقط، بل ستعْقُبه قرارات"، مضيفا: "نحن لدينا قرارات ولا نكتفي فقط بتسجيل مواقف، وإذا كان هناك خرق لأخلاقيات مهنة الصحافة، لا بد أن يعقُب ذلك قرار".