باحتجاجات متفرقة خجولة، تحاول الحسيمة نزع وشاح الحياد، وإيصال صوتها المتضامن مع معتقلي حراك الريف؛ فخلال الأيام الماضية، استغل شباب المنطقة عودة مباريات كرة القدم لرفع شعارات الحراك من جديد، مطالبين بإطلاق سراح ناصر الزفزافي ورفاقه، ومنادين بإنصاف المنطقة وإسقاط ظهير العسكرة. وأظهرت أشرطة فيديو متفرقة على مواقع التواصل الاجتماعي جماهير شباب الريف الحسيمي واتحاد طنجة (1-3)، قبيل وبعد مباراة كأس العرش التي جرت يوم الأحد، ترفع شعارات في مناطق مختلفة من المدينة، تتقدمها أحياء وسط المدينة وشاطئ كيمادو، فضلا عن الأحياء المحيطة بملعب ميمون العرصي. وتفاعل ناصر الزفزافي مع مستجد الاحتجاج الذي قادته الأولتراس، وأورد في اتصال هاتفي نقله والده أن "المعتقل على خلفية "حراك الريف" أدمعت عيناه من شدة تأثره بسماعه تسجيلات مشجعي اتحاد طنجة؛ وهو ما حفزه على أن يبعث تحايا متبادلة وخالصة من القلب المعطرة بأنبل التقدير والاحترام". ووعد ناصر الزفزافي، من خلال تواصله المباشر مع والدته بسجن راس الماء بفاس، "الجماهير باللقاء مستقبلا إن كتب الله ليرد التحية والشكر، وإن حصل غير ذلك سيكون قدرا ولا مفر من قضاء الله"، مشيرا إلى أن "الأولتراس باتت رقما صعبا وصوتا لكل المقهورين"، مبديا شكره وتقديره للجميع. مصادر حقوقية من داخل المدينة لفتت الانتباه إلى أن "إرادة الاحتجاج موجودة على الدوام؛ لكن ما يصعب الأمر هو اتساع هامش إمكانية الاعتقال في حالة القيام بتجمعات"، مسجلة أن "العديدين لا يزالون يحاكمون على خلفية حراك الريف، وهذه المرة بتهم قوية مثل الإرهاب وغيرها، ما يدب الشك في النفوس". وأضافت المصادر، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "هناك عائلات أغلب أفرادها داخل السجون"، مؤكدة أن "أدنى فرص التجمع والتجمهر بعيدا عن الأعين تولد احتجاجات.. وخير دليل ما وقع في مباراة شباب الريف الحسيمي واتحاد طنجة، حيث استغل المناصرون الأمر ورددوا شعارات متضامنة مع الزفزافي ورفاقه". وأوضحت المصادر الحقوقية ذاتها أن "القوات العمومية لا تزال مرابطة بالمدينة بشكل كبير، وبنفس درجة أيام الحراك الاجتماعي"، مشيرة إلى أن "الناس تتفادى التجمعات بشكل كبير مخافة الاعتقال؛ لكنها تبقى على قلب واحد ومضمرة لمطالب الزفزافي ورفاقه".