شاركت وكالة التنمية الفلاحية في مؤتمر البرمجة العالمي للصندوق الأخضر للمناخ بمدينة صونكدو، بكوريا الجنوبية. وكانت مشاركة وكالة التنمية الفلاحية خلال اليوم الأول، في جلسة رفيعة المستوى حول موضوع "برمجة من أجل الطموح"، مناسبة للتأكيد على الأهمية الكبيرة التي يوليها المغرب لهذا المؤتمر وللدور الأساسي الذي يضطلع به الصندوق الأخضر للمناخ في مواجهة تحديات التغيرات المناخية، عبر تمويل مشاريع التأقلم والتخفيف من الآثار السلبية لها، خاصة بالقارة الإفريقية. واستعرض المهدي الريفي، مدير وكالة التنمية الفلاحية، تجربة ADA كمؤسسة وطنية معتمدة لدى الصندوق الأخضر للمناخ، ولدى صندوق التكيف، في تعبئة التمويلات وفي الحكامة الجيدة وضبط المساطر الخاصة بهذين الصندوقين العالميين؛ كما تطرق إلى محفظة المشاريع مع الصندوق الأخضر، وحالة تقدمها، سواء التي توجد قيد الإنجاز، خاصة مشروع تنمية شجر الأركان، أو تلك المبرمجة وذات الأولوية خلال السنوات القادمة. وشكلت هذه الجلسة التي ترأسها المدير التنفيذي للصندوق الأخضر للمناخ، يانيك كليماريك، مناسبة سانحة للوكالة لتقديم المبادرة المغربية حول تأقلم الفلاحة الإفريقية، المعروفة اختصارا ب"AAA"، والتي تم إطلاقها خلال مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية بمراكش سنة 2016 (COP22)، والأهمية الكبيرة التي يمكن أن تشكلها بالنسبة للصندوق الأخضر للمناخ ولباقي المانحين في هذا المجال. وفي هذا الصدد، ذكّر المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية بالاجتماع المهم الذي جمع عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بالمدير التنفيذي للصندوق الأخضر للمناخ في 26 يونيو الماضي بالدار البيضاء، والذي سلّط الضوء على مبادرة AAA وأهميتها. وشدد المدير العام للوكالة كذلك على ضرورة التعجيل بتقديم الدعم للبلدان الإفريقية على مستوى تقوية القدرات في مجال الاعتماد لدى الصناديق المناخية، والحكامة الجيدة والبرمجة وهندسة المشاريع قصد تسهيل ولوجها إلى التمويل المناخي. من جهة أخرى، شكل هذا المؤتمر العالمي فرصة لوفد وكالة التنمية الفلاحية لإجراء عدة لقاءات ومشاورات ثنائية مع عدة أطراف، كان أبرزها مع المدير التنفيذي للصندوق الأخضر للمناخ، وفريق عمله التقني حول تقدم مشروع الأركان والمشاريع المبرمجة ذات الأولوية، وكذا حول تقدم مشروع رفع سقف اعتماد وكالة التنمية الفلاحية لتمويل مشاريع كبرى تفوق 50 مليون دولار. كما تم عقد اجتماع مع مدير صندوق التكيف، وكان فرصة للوقوف على تقدم إنجاز مشروع التأقلم في واحات تافيلالت كمشروع رائد ونموذجي. وقد أعطى مدير صندوق التكيف موافقته على تمديد أجل المشروع، كما تم التطرق لإمكانية تمويل مشاريع أخرى على شاكلة هذا المشروع. من جهة أخرى، قدّم المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية دعوة لمدير صندوق التكيف لعقد الورشة الدولية القادمة لهذا الصندوق بالمغرب، كما عبر عن استعداد الوكالة للتنسيق مع الصندوق في مجال التعاون جنوب-جنوب. وزيادة على هذه اللقاءات، كانت هناك مشاورات أخرى مع بعض البلدان الإفريقية حول سبل التعاون في مجال الاعتماد قصد الولوج للتمويل المناخي، كما هو الحال مع وزير البيئة بمدغشقر، ووزير الفلاحة بالرأس الأخضر . جدير بالذكر أن مؤتمر البرمجة العالمي للصندوق الأخضر للمناخ يهدف إلى مناقشة الدول النامية لحاجيات وطلب الصندوق من الموارد المالية، تماشيا مع أهداف الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية واتفاق باريس. كما يهدف إلى تمكين المؤسسات المعتمدة من إظهار كيف يمكنها مساعدة البلدان على تحقيق هذا الطلب بما يتماشى وقدراتها وكفاءاتها.