يبدو أن ليل سكان محور الرباط-سلا-تمارة والمناطق المجاورة لها سيطول مع ما تبقى من حافلات شركة "ستاريو"، التي باتت موضع سخرية وتنذر نظرا للحالة المزرية التي آلت إليها، بعدما تأجل للمرة الثانية موعد انطلاق العمل بحافلات شركة "ألزا" التي ستخلف حافلات "ستاريو". فبعدما تم الإعلان عن أن الحافلات التي ستتولى تدبير النقل الحضري بالعاصمة الرباطوسلاوتمارة والمناطق المجاورة لها ستبدأ عملها قبل متم شهر يونيو الماضي، ومرور هذا الموعد دون أن يظهر أثر للحافلات الموعودة، حُدد تاريخ بداية الدخول المدرسي المقبل موعدا آخر لانطلاق حافلات "ألزا". الموعد الجديد لانطلاق حافلات النقل الحضري بالعاصمة ونواحيها أعلن عنه عبد اللطيف سودو، نائب عمدة مدينة سلا، في وقت يكابد فيه سكان التجمع الحضري الرباطسلاتمارة معاناة مريرة مع تقلص عدد حافلات "ستاريو" في انتظار سحبها نهائيا وتعويضها بحافلات "ألزا". وأصبح المواطنون الوافدون على العاصمة الرباط أو المنطلقون منها إلى نواحيها يلجؤون إلى حافلات النقل الطرقي للمسافرين، التي حوّلت وسط المدينة إلى ما يشبه محطة "القامرة"، وإلى "الخطافة"، وسط فوضى عارمة تهلك أعصاب المواطنين وجيوبهم. "عباد الله راه معذبين بزاف ومكرفصين، كاين اللي كيمشي بربعا دراهم ولا مية وستين، الخطافة موجودين والطوبيسات والو. عباد الله راه ولات معذبة"، يقول مواطن التقت به هسبريس في إحدى نقط توقف الحافلات في باب الحد بالرباط، مضيفا: "الطوبيسات كندوَّزْ فيهم العذاب الأليم". كلمة "العذاب" ترددها ألسن مستعملي حافلات النقل الحضري بالرباطوسلاوتمارة والمناطق المجاورة لها، في ظل قلة عدد الحافلات التي تجوب الشوارع وسوء حالتها، ويُمنّون أنفسهم بأن تقدر شركة "ألزا" على انتشالهم من هذا "العذاب" الذي ظلوا يرزحون تحته طيلة سنوات. يقول أحد المواطنين لهسبريس: "الطوبيسات شحال هادي واقفين والناس مكرفصة، بنادم مقصح بزاف وواصلة فيه العظم". وبالمرارة نفسها تقول مواطنة أخرى تستعمل حافلات النقل الحضري في تنقلاتها اليومية: "من السبعة لاروب تال التمنية ونص وحنا واقفين، ما كاينش الطوبيس، كيجي الكار كنركبو فيه". معاناة هذه السيدة، كما تروي، لا تنتهي بقدوم "الكار"، لانتشالها من وقوفها الطويل على رصيف انتظار حافلة النقل الحضري، فعندما لا يأتي "الكار"، تلجأ، مضطرة، إلى استقلال سيارة أجرة كبيرة، لكن التنقل عبر هذه الوسيلة لا يكون متاحا لها دائما، نظرا لارتفاع تسعيرة النقل على متنها. تعبر السيدة التي تحدثت لهسبريس عن غضبها من تأخر انطلاق خدمات حافلات النقل الحضري الجديدة بقولها: "قالوا غادي يطلقوهم فالشهر الفايت ما طلقوهومش، من بعد قالو غادي يطلقوهوم فعيد العرش ما طلقوهومش"، قبل أن تلخص ما تعانيه وآلاف المواطنين غيرَها من سكان التجمع الحضري الرباطسلاتمارة بالقول: "حنا معذبين فالمركوب، خصهم يطلقو الطوبيسات، الكراج (تقصد المرآب الذي تركن فيه الحافلات الجديدة) عامر بالطوبيسات وحنا كنتكرفصو".