لا تزال تداعيات التصويت على القانون الإطار للتعليم تهز حزب العدالة والتنمية؛ فقد حمّل عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق "للبيجيدي"، مسؤولية تمرير البرلمان للقانون الذي يقر "فرنسة التعليم" إلى كل من سعد الدين العثماني، الأمين العام للحزب، والقيادي المصطفى الرميد. وقال بنكيران إن العثماني والرميد "وقعا في خطأ جسيم، وهما المسؤولان عن توجيه الأمانة العامة لبرلمانيي الحزب من أجل التصويت على مشروع القانون الإطار"، مضيفا أنهما "قدما اللغة العربية إلى دولة الاستعمار.. وهذا عار عار لا يمكن قبوله". ورداً على ترويج مصادر مقربة من قيادة "البيجيدي" لمسألة انتصار العثماني على بنكيران بالتصويت على القانون الإطار، خاطب الأمين العام السابق للعدالة والتنمية العثماني بالقول: "آسي العثماني راه ماشي هذا هو الانتصار.. الانتصار هو تنتصر في الانتخابات المقبلة". ولم يفوّت بنكيران، في كلمته اليوم الأربعاء ضمن الملتقى الوطني الخامس عشر لشبيبة العدالة والتنمية، فرصة دون أن يهاجم خالدا الصمدي، القيادي بالحزب وكاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي، كاشفا أن "الوزير الصمدي هو من أشرف على كتابة القانون الإطار تحت إشرافي عندما كنت رئيسا للحكومة، ثم ذهب عند عزيمان وأتى لنا بالتناوب اللغوي؛ لكنني رفضت وقتها هذا الأمر". وجدد بنكيران رفضه القاطع ل"فرنسة التعليم"، موضحا أن تدريس بعض المواد العلمية والتقنية باللغة الفرنسية من شأنه أن "يشكل عائقا لأولاد الشعب الذين لا يتقنون هذه اللغة، ولا يتوفرون على إمكانيات مثل أبناء الأغنياء الذين يمكنهم التغلب على المشاكل بالساعات الإضافية". وزاد بنكيران: "عطيو لولاد الشعب الإمكانيات باش يديرو دروس التقوية وخلصو عليهم باش يديرو السوايع، أما تجي وتفرض على أولاد البرارك والبوادي اللغة الفرنسية وهوما العربية عندهم مشكل فيها بداعي إصلاح التعليم فهذا أمر لا يوجد في أي دولة". بنكيران شدد على أنه "ليس ضد اللغة الفرنسية؛ لكنني ضد ذبح العربية وتقديمها هدية إلى اللغة الفرنسية"، موردا: "راه كاين فرق بين يجي شفار يخطف منك شي حاجة وبين تعطي ديالك للخصوم". واعترف بنكيران، وهو يذرف الدموع تفاعلا مع بعض شعارات شبيبته الحماسية، بأنه يمر بلحظات جد صعبة بسبب خلافه مع "إخوانه" في الحزب حول القانون الإطار للتعليم، وقال إنه لم يكن يريد الحضور إلى ملتقى الشبيبة اليوم قبل أن يغالب نفسه ويقرر الحضور. وأشار الأمين العام السابق للPJD إلى أنه فقد توازنه بسبب محطة التصويت على القانون الإطار للتعليم، رافضا مقارنة تصويت "البيجيدي" اليوم على هذا النص ببعض الأخطاء التي ارتكبها سابقا عندما كان رئيسا للحكومة. وزاد: "ربما نكونو درنا أخطاء لكن أن تبني عليها لتبرر الخطأ فهذا غير معقول". بنكيران وهو يوجه نقدا لاذعا إلى قيادة "البيجيدي"، قال إنه بكلمة واحدة منه لو أراد لما كان العثماني اليوم أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، وتابع: "مني شفت كبار الإخوان مبغينش الولاية الثالثة عرفت بلي غنمشيو للانشقاق وهذا ليس في مصلحة الحزب". كما أضاف بنكيران أنه لم يقدم الدعم إلى إدريس الأزمي الإدريسي، الذي نافس العثماني على منصب الأمانة العامة، على الرغم من أنه أقرب إليه من الأمين العام الحالي قلبا ومنطقا، بتعبيره. وخصصت شبيبة حزب العدالة والتنمية استقبالا حارا لبنكيران أكثر من ذلك الذي حظي به العثماني، ورفع المشاركون في الملتقى شعارات من قبيل: "الشعب يريد بنكيران من جديد"، "ونرفع شارة الانتصار لبنكيران تحية"، و"مواقف بنكيران حرة حرة.. التحكم يطلع برا"، و"الموت ولا المذلة".