على هامش التصويت على ميزانيتها الخارجية، جددت جنوب إفريقيا دعمها لجبهة "البوليساريو" بتخصيص جزء من مواردها المالية لدعم "الكيان الوهمي"، في إشارة إلى موقف "العداء الثابت" لهذا البلد الإفريقي تجاه المغرب رغم عودة العلاقات الدبلوماسية بينها. وصرحت وزيرة العلاقات الدولية والتعاون لجنوب إفريقيا، ناليدي باندور، في مؤتمر صحافي عقدته بمناسبة تصويت البرلمان الجنوب الإفريقي على ميزانية وزارة الخارجية، أن بلادها ستواصل دعمها لجبهة "البوليساريو" وللشعبين الكوبي والفلسطيني. وقالت ناليدي: "نؤكد تضامنا مع الشعوب التي تمر من المحن "، مشيرة إلى أن "الصعوبات التي تواجهها هذه الشعوب يجب حلها سلميا من خلال الوسائل الدبلوماسية". وأضافت المسؤولة الجنوب إفريقية، في تصريح صحافي، أن بلادها ستحث، بمناسبة الميزانية الجديدة، على بذل المزيد من الجهود على الصعيد الدولي لتقديم المساعدة لتنظيم "البوليساريو". وتأتي هذه التصريحات العدائية تجاه المملكة المغربية تزامنا مع تسليم العاهل المغربي ليوسف العمراني، سفير المغرب في بريتوريا، لظهير تعيينه نهاية يونيو الماضي، بعد تسميته في هذا المنصب في وقت سابق من السنة ما قبل الماضية. عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، يرى أن هذه التصريحات بمثابة حالة تصعيد تصل إلى درجة العدوان ضد السيادة المغربية. "دولة جنوب إفريقيا تتصرف من خلال تصريحات وزيرة خارجيتها وكأنها دولة عظمى، في حين إن الأمر يتعلق بدولة تأثيرها محدود في القارة الإفريقية ولها مشاكل كبيرة مع الدول الموجودة في محيطها الإقليمي"، يقول اسليمي. وأضاف الخبير في الشؤون الصحراوية والإفريقية، في تصريح لهسبريس، أن إعلان وزيرة خارجية جنوب إفريقيا تخصيص دعم للبوليساريو من ميزانية الدولة، "يجب ربطه بسياقه"، موضحا أن "الجزائر التي يقودها المجلس العسكري بقيادة القايد صالح، والتي لا تعرف إلى أين تتجه، فوضت ملف البوليساريو إلى دولة جنوب إفريقيا". وأبرز اسليمي أن المجلس العسكري الحاكم في الجارة الجزائر "يقوم بتهريب دعم البوليساريو من الجزائر إلى جنوب إفريقيا لتشتيت الأنظار، وهذا ما يفسر منسوب العداء الجنوب إفريقي نحو المغرب في الشهور الأخيرة". ودعا المصدر ذاته الرباط إلى تغيير استراتيجية تعاملها مع بريتوريا بداعي أن الأخيرة "اليوم عدو واضح يتطلب نهج سياسية خارجية هجومية، وذلك بالاشتغال في محيطها الإقليمي مادامت تسعى إلى خلق موطئ قدم على الأراضي الجزائرية للعداء ضد المغرب". وخلص رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني إلى أن تجريب منطق التقارب الدبلوماسي الذي نهجه المغرب مؤخرا مع جنوب إفريقيا، "قوبل بالعداء من طرفها". وأبرز أن "هذا الأمر يتطلب تغيير الاستراتيجية والانتقال إلى السياسة الخارجية الهجومية في المحيط الإقليمي لدولة جنوب إفريقيا وداخل الاتحاد الإفريقي ومجموع مناطق القارة السمراء".