تفاجأ عدد من خِرّيجي التعليم العتيق الذين يعتزمون التسجيل في الأسلاك العليا بالجامعات المغربية بعدم أخذ مرسوم وزاري، بدأ العمل به في شهر مارس الماضي، لوضعيتهم الخاصة بعين الاعتبار، المتمثلة في حفظهم القرآن و"المتون الشّرعية" لسنوات، ثم انتقالهم إلى الأسلاك الابتدائية بعد امتحان يحدّد مستواهم، ليتدرّجوا بعد ذلك في الأسلاك التعليمية، إلى أن يحصل الكثير منهم على شهادة الباكالوريا وعمرهم يقارب أو يتجاوز ال 26 سنة. وينتقدُ خريجو المدارس العتيقة المغربية المرسوم الذي صادق عليه المجلس الحكومي في متمّ شهر فبراير من السنة الجارية، والذي حدّد سنّ الاستفادة من المنح الجامعية في 26 سنة بالنسبة لطلبة الإجازة، و30 سنة بالنسبة لطلبة الماستر، و36 سنة بالنسبة لطلبة الدكتوراه. ومن مقاصد هذا المرسوم الذي دخل حيّز التنفيذ في مطلع شهر مارس من السنة الجارية، "ترشيد الموارد المالية المخصصة للمنح، وضمان مزيد من تكافؤ الفرص بين جميع المرشحين للاستفادة من المنح الدراسية، واستهداف الطلبة المعوزين"، ويستثني من الحقّ في الاستفادة من المنحة الجامعية الموظَّفينَ والمستخدَمين، وكلَّ من يمارس نشاطا مهنيا أو تجاريا. حسن، خريج التعليم العتيق أحدُ المتضرِّرين المقبلين على الدراسة بكلية الشريعة في جامعة ابن زهر بأكادير، قال إن أغلب طلبة التعليم العتيق يناهز عمرهم أو يتجاوز ال 26 سنة التي يضعها المرسوم سقفا للحصول على المنحة الجامعية، وهو ما سيحرم هؤلاء الطلبة من المنح، ويضطرّهُمْ بالتالي للعمل بالتوازي مع إتمام دراستهم. وفي سياق حديثه عن الصعوبات التي ستواجه طلبة التعليم العتيق بفعل هذا المرسوم، أبرز المتحدّث خصوصية وضعية طلبة التعليم العتيق الذين يستغرقون في حفظ القرآن مدة تتراوح بين 5 و6 سنوات، يدخلون بعدها "الطَّورَ الابتدائي" بعد امتحان يحدّد مستواهم والمستوى الدراسي الذي يناسبهم، ليتموا دراستهم بعد ذلك في الأسلاك الثانوية الإعدادية والثانوية التأهيلية بالتعليم العتيق، قبل حصولهم على الباكالوريا وبدئهم مرحلة التحصيل الجامعي. ونفى خريج التعليم العتيق أن يكون الطلبة المتضرّرون قد رفعوا شكاية أو تظلما بعد، موضّحا أنهم وجدوا أنفسهم بعد حصولهم على الباكالوريا أمام هذا المرسوم الذي يطبّق في إطار "تعليم التربية الوطنية". وسبق أن وصف طلبة تخرّجوا من التعليم العتيق هذا المرسوم ب"الجائر في حقّهم"، لأنه "لم يراعِ الظروف الخاصة لهؤلاء الطلبة؛ لكونهم سيحرَمُونَ من الاستفادة من المنح الجامعية بسبب أعمارهم التي يصل بعضها للسن المحدد". كما أكّد المنشور نفسه، الذي عُمِّمَ في صفحة تهتمّ بشؤون التعليم العتيق المغربيِّ، ضرورةَ "المنحة الوزارية في المرحلة الجامعية، حيث يضطر بعضهم لأداء سومة الكراء والسفر المتكرر ومستلزمات الدراسة"، فضلا عن "قدوم بعض الطلبة من قرى وبوادي بعيدة ونائية".