في الرابع من ديسمبر من العام 2000، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة توقيع اتفاقية جنيف المتعلقة بوضع اللاجئين، وتم اختيار 20 يونيو من كل عام للاحتفال بيوم اللاجئين العالمي. وفي هذه المناسبة، التي صادفت يوم الخميس، نستذكر قصصا وطموحا وأملا بالعودة وخوفا وترقبا من المجهول، ونشاهد ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك بيوتهم وممتلكاتهم وما زالوا ينتظرون العودة إليها، وسط مجتمع دولي انحاز بعكس اتجاه طموحهم، ولم يعد قادرا على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تكفل عودتهم. وتختلف المناسبة هذا العام لكونها تأتي في ظل محاولات أميركية إنهاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ووقف تمويلها في محاولة واضحة لتصفية قضية اللاجئين، بما ينسجم مع مؤامرة "صفقة القرن" التي تهدف الإدارة الأميركية من ورائها إلى تصفية القضية الفلسطينية برمتها لصالح الاحتلال الإسرائيلي. وبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين خلال أحداث النكبة في العام 1948، وما تلاها من تهجير وتطهير عرقي من قبل الاحتلال الاسرائيلي، أكثر من 800 ألف فلسطيني جميعهم طردوا من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية في ذلك الحين، وتم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات صهيونية بأكثر من 1300 قرية ومدينة فلسطينية. اللاجئون في فلسطين مجتمع فتي، إذ بلغت نسبة الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما 39 بالمائة من إجمالي السكان، وبلغت نسبة كبار السن (60 سنة فأكثر) من اللاجئين 5 بالمائة من إجمالي اللاجئين في دولة فلسطين. وأظهرت نتائج التعداد العام للاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات أن أكثر من 36 بالمائة يتمركزون في منطقة صيدا، وفي منطقة صور ثم في بيروت ب 13.4 بالمائة. وأشارت النتائج إلى أن حوالي 4.9 بالمائة من اللاجئين الفلسطينيين يملكون جنسية غير الجنسية الفلسطينية. وتفيد إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء لعام 2018 أنه على مستوى الدول العربية، بلغت نسبة اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الغوث في الأردن 39.0 بالمائة من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين، في حين بلغت النسبة في لبنان 9.1 بالمائة، وفي سوريا 10.5 بالمائة. وقال الناطق الرسمي باسم "الأونروا" في القدس، سامي مشعشع، إن "يوم اللاجئ العالمي يشير إلى أن هناك قضية عالقة منذ سبعة عقود، وصدرت عشرات، بل مئات من القرارات بهذا الموضوع، وحتى اللحظة لم يتم إيجاد حل، وهناك محاولة لإفشال وكالة الغوث الدولية وتحميلها هذا الفشل، فوكالة الغوث هي مؤسسة إنسانية تقدم الخدمات للاجئين بشكل عام، وهناك محاولات عدة لدول وأطراف وجماعات لتسييس الوكالة والتشكيك بدورها، واعتبارها فاسدة، وهذه محاولة خطرة جدا". وأضاف: "منذ يومين اجتمعنا في الهيئة الاستشارية للوكالة لتدارك القرار الذي أصدر في العام الماضي لإيقاف جميع المساعدات للوكالة، والتي خلقت صعوبات مالية بالغة، إلا أن 42 دولة قدمت مساعدات للوكالة، فيما لا تزال الوكالة تعاني عجزا ماليا قيمته 211 مليون دولار". وتابع أن خدمات الوكالة المقدمة للاجئين تراجعت بالكم والكيف خلال الأزمة المالية، حيث إن وضع اللاجئ الفلسطيني صعب، وأوضاع اللاجئين في سورياولبنان وحتى في غزة غير جيدة، خاصة أنهم عاشوا حروبا متتالية خلال ثلاث سنوات، وتم تدمير المخيمات، وهذا أدى إلى صعوبات نفسية على الكبار والصغار، فالحرب على سوريا شردت أكثر من 300,000 لاجئ فلسطيني إلى الخارج. من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي "على الدول الوقوف أمام مسؤولياتها لتمكين وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) لتخطي أزمتها المالية، لتقديم خدماتها التعليمية والصحية والإغاثية لأن ما يقارب 6.2 ملايين لاجئ فلسطيني يعتمدون بشكل كامل على تلك الخدمات. وتطرق إلى أوضاع اللاجئين الصعبة في المخيمات الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية بفعل الحصار وارتفاع معدلات البطالة والفقر المدقع، مما يستوجب على الدول المانحة والمجتمع الدولي دعم برامج "الأونروا"، وتوفير الأموال اللازمة لدعم ميزانية دولة فلسطين لتجاوز العجز المالي الذي تعانيه جراء احتجاز إسرائيل عائدات الضرائب الفلسطينية. *وفا