شنَّ سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، هجوماً قويّاً على حليفه في الحكومة حزب التّجمع الوطني للأحرار، دونَ أن يسمّيه، بعدما اتّهمه ب"اسْتغلال الحملات الاجتماعية لأغراض انتخابوية"، مسجّلاً أنّ "هناكَ أطرافا دخلت طولاً وعرْضاً في هذه الحملات، بعدما قطر بهم سقف السياسة، وأرادوا عن طريق الأموال إغراءَ المواطنين وشراء أصواتهم". وقال العثماني، في لقاء نظمته منتخبات حزب العدالة والتنمية اليوم السبت، إنّ "مستوى الانسجام داخل الأغلبية الحكومية مقبول"، بينما وصفَ الحصيلة الحكومية ب"الجيدة"، على الرغم من وجود بعضِ الاختلالات، وزاد: "لنْ نقول إن العام زين، هناكَ تحسّن في المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية. وخلال السنتين المقبلتين سنساهم في رفع شأن بلادنا من خلالِ مقاومة اليأس والعدمية ومحاولات تسويد صورة البلاد". وعن علاقة حزبه بباقي المكونات الحكومية، أوضح العثماني متحدّثاً أمام عدد من قيادات حزب العدالة والتنمية: "لن نسمح في حقنا، نحنُ نتفهم وضعية بلادنا ونتفهم بعض أطراف الأغلبية التي تهاجمنا؛ لكن يجب أن نراعي تواجدها معنا دخل هذه الحكومة، لكن في حدود المعقول.. يضربوا ويقيسوا، ومغاديش نسمحو في حقنا". ووصفَ المسؤول الحزبي ذاته أعضاء حزبه ب"المقاومين للضّربات التي يتلقونها بشكلٍ يومي"، مشيراً إلى أنّ "هناك حملات للتبخيس والضغط على الحزب ومحاولات استهداف من قبل الخصوم واللوبيات"، قبل أن ينتقل إلى الحملات الاجتماعية التي تنتشرُ في رمضان وقال: "مصيبة أن تجد حملة اجتماعية وعليها رمز حزب سياسي معين، وكأنها حملة انتخابية سابقة لأوانها". وزاد الأمين العام ل"حزب المصباح" قوله: "لي تنافس معنا بطريقة مشروعة وغلبنا بصحتو، هذه هي الديمقراطية؛ لكن أن تكون وفق قواعد شفافة"، وقال إن "مناضلي حزب العدالة والتنمية من أبناء وبنات الشعب ساروا مع المواطنين في القرى والبوادي البعيدة والمدن، وصلوا إلى مناصب المسؤولية بثقة المواطنين ونحن لا نشتري الأصوات بالمال". ودعا العثماني إلى "رفع قدرات نساء العدالة والتنمية اللواتي يتواجدن في موقع المسؤولية من أجل مواجهة التحديات المستقبلية؛ لأن النجاح سيكون حليفنا"، معتبراً أن "الانتماء إلى حزب العدالة والتنمية شرف، وسيظلُّ الحزب على صباغتو، وسنستمر على الرغم من هذه الإشكالات؛ لأن هناك هوامش كبيرة للمساهمة والمشاركة أحياناً بصعوبات لكن ستكون بنتائج إيجابية". وأورد المسؤول الحزبي: "نحن لا نوزع مساعدات مباشرة للمواطنين، ولا نقحم الحزب؛ لكن هناك من دخل في العمل الاجتماعي طولا وعرضا"، معبّراً عن "الاعتزاز بتجربة نساء العدالة والتنمية في الجماعات الترابية؛ من موقع المسؤولية أو من خارجها"". وختم العثماني كلمته بالقول: "نصل باستحقاق إلى مراكز المسؤولية وبالصمود في الميدان وبالتنافس الشريف، وبفضل أصوات المواطنين الذين هم أيضا صامدون أمام حملات التشويه والشائعة والتسفيه والترغيب بالمال والوسائل غير المشروعة"، مبرزاً "نحاول أن نمارس العمل السياسي، بنزاهة ومقاومة وبشفافية؛ لأنّ تدبير الشأن العام يحتاج إلى مجهود كبير".