"سأبْقى معكم هنا في المغرب حتى الدكتوراه"، هكذا تحدّث إسماعيل السدري (18 سنة) إلى جريدة هسبريس الإلكترونية، بعدما خرج لتوّه من قاعة الامتحانات، حيث اجتاز امتحان "الباكالوريا" في ثانوية عبد الكريم الخطابي بالعاصمة الرباط. إسماعيل غيني الأصل والتنشئة، حديث الالتحاق بالمغرب، اجتاز كما زملائه في ثانوية "الخطابي" امتحانات "الباكالوريا" وهو يمنّي النفس بتحقيق نتائج جيّدة، خاصة أنه أعجب كثيراً بالنظام الدراسي المغربي، إذ قال عنه: "النظام التعليمي المغربي جيّد، هناك فرق كبير بينه وبين النظام التعليمي في غينيا.. الفرق في الجودة". ويستطردُ المهاجر الغيني الذي قدمَ إلى المغرب للبحث عن حياة أفضل في تصريحه: "منذ بداية السنة إلى الآن لم أجد أي مشكلة، لا مع التلاميذ ولا مع الأساتذة، حتى خلال فترة الامتحانات مرت الأمور بصورة جيدة، ولم نواجه أي مطبات". وأشاد إسماعيل بالظروف التي مرّت فيها الامتحانات بالثانوية، ولفت الانتباه إلى أنّ "الحراسة كانت مشددة، ولم يتم تسجيل أي حالة غش"، مبرزاً أن "الإدارة عملت على تخفيف الضغط وسط المرّشحين لاجتياز الامتحان وتصدّت لظاهرة الغش". أما عن حلمه الذي يُراوده بعد النجاح في الباكالوريا، يفصح إسماعيل عن رغبته في إتمام دراسته بالجامعات المغربية، آملاً الالتحاق بشعبة الدراسات الإسلامية. من جانبه، عبّر جوزيف سيطا، وهو تلميذ من أصل كونغولي، ازداد بالمغرب وبالضبط في مدينة سلا، عنْ سعادته باجتياز امتحان الباكالوريا الذي "مرّ في ظروف سلسة دون أي مفاجئات"، مبرزاً أنه ينوي بعد نجاحه في الامتحان النهائي أن يتوجه إلى الجامعة لاستكمال دراسته في القانون والعلوم السياسية. وقال التلميذ الكونغولي الذي يتحدّث بلهجة مغربية "فريدة"، وهو يستحضرُ تجربته في المدارس المغربية: "درست في التعليم الخصوصي بالمغرب، والتحقتُ بالمدرسة العمومية في المرحلة الثانوية"، مشدّداً على أنه لم يجد أي مشاكل في اندماجه في المجتمع المغربي، سواء على المستوى ولوج المؤسسات أو على مستوى التعامل الذي يلقاه داخل الفضاء التعليمي. جوزيف تلميذ متفوق في دراسته، يبدو ذلك من خلال الثناء المتواصل للطاقم الإداري للمؤسسة عليه، ومن خلال عبارات المدح التي انهالت عليه من طرف زملائه بالثانوية التأهيلية عبد الكريم الخطابي.. "علاقتنا بجوزيف جيدة، هو صديقنا"، يصرح إسماعيل، أحد زملائه. أما بسمة، زميلة جوزيف في الدراسة، فتقول: "تجربتنا مع زملائنا الأجانب جيدة، هناك تبادل ثقافي بيننا؛ نأمل أن يساعد ذلك في التقليل من الميز العنصري الموجود داخل المجتمع، وأن يكسّر الحاجز الذي يحول دون تحقيق التعايش المأمول. أتمنى صادقة أن تنتهي قصة العنصرية هذه". تجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يجتازُ فيها طلبة أجانب امتحانات الباكالوريا بالمغرب. وفي بلاغ للوزارة المكلفة بالتعليم بخصوص الامتحان الوطني الموحد للباكالوريا، أعلنت الأخيرة قيامها بتكييف لغة الاختبارات لفائدة المترشحين الوافدين من أنظمة تربوية أخرى، كأبناء المهاجرين المغاربة العائدين إلى أرض الوطن، أو أبناء المهاجرين المقيمين بالمغرب. * صحافية متدربة