لقُرابة 15 سنة، يفتحُ المستشفى العسكري محمّد الخامس بالرّباط أبوابهُ أمام هذه السّيدة (61 سنة) التي تستفيدُ، إلى جانبِ عدد من منخرطي مؤسسة الحسن الثاني لقدماء العسكريين والمحاربين، منْ خدمات المركز الطّبي لتصفية الدّم التَّابع للمُستشفى، حيثُ تتكفّل المؤسسة بإجراءات الاستقبال والتوجيه وضمانِ الاسْتشفاء لهذه الشّريحة التي قدَّمت الكثيرَ للوَطن. إلى جانبِ زهرة (اسم مستعار)، التي قضى زوجها سنوات في الجُندية، يستفيدُ الآلافُ من العسكريين المتقاعدين من الخدمات التي يقدمها الفرع السوسيوطبي لمؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين الموجود بالمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، حيثُ يسهرُ على استقبال وتوجيه المتقاعدين وذويهم إلى مختلف الأقسام وكذلك الاستماع إلى متطلباتهم ومشاكلهم قصد تقديم المساعدة. ويصلُ عدد المتقاعدين الذين استفادوا من الخدمات المُقدّمة من طرف المؤسسة داخل المستشفى العسكري بالرباط، خلال سنة 2018، إلى 11640 منخرطا جرى استقبالهم وتوجيههم إلى مختلف الأقسام والمصالح الطّبية. كما عملت المؤسسة، في إطار مهامها، على نقل الجثامين لفائدة أكثر من 400 منخرطٍ. كما قامت بنقل حوالي 940 مريضا إلى أماكن إقامتهم، بينما قدّمت 130 استفساراً اجتماعياً. استقبال وتوجيه واستشفاء وتقول الكومندان غزلان الراضي، رئيسة فرع الطب الاجتماعي لمؤسسة الحسن الثاني بالمستشفى العسكري بالرباط، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "المؤسسة تعملُ على استقبال وتوجيه المتقاعدين إلى مختلف الأقسام، بالإضافة إلى أنها تستمعُ إلى متطلباتهم وحاجياتهم". وتضيف المسؤولة العسكرية: "نُحاول أن نقدم المساعدة لفائدة المتقاعدين، كما نعمل على تيسير ولوجهم إلى الاستشفاء، كما نتكفّل بتحديد المواعيد بالنسبة إلى المنخرطين الذين يأتون من خارج مدينة الرباط، حيثُ إنّ هناك مركز الاستقبال قريبا من المستشفى يوفّر المبيت بالمجان للمتقاعدين ولذويهم غير القاطنين في جهة الرباط". وأشارت الكوموندو إلى أن "هناك فئة من المنخرطين لا تستفيد من التغطية الصحية، تعمل المؤسسة على ضمان قرارات التحمل لمصاريف العلاج بالمستشفى. كما تقوم الأطقم الإدارية بزيارات يومية لفائدة المرضى للاطلاع على وضعهم الصحي. كما توفر لهم وسائل النقل لضمان عودتهم إلى مقر سكناهم بعد مرحلة الاستشفاء، كما أنه وفي حالة الوفاة تتكفل بمراسيم الدفن ونقل الجثامين". وتعمل مؤسسة الحسن الثاني من داخل المستشفى العسكري على تسهيل الولوج إلى الاستشفاء للمتقاعدين والتكفل بالمواعيد بالنسبة إلى غير المقيمين بالجهة. كما تقوم بتقديم الدعم النفسي لهؤلاء النزلاء، بالإضافة إلى تمكين غير المستفيدين من التغطية الصحية من الحصول على قرارات التحمل لمصاريف العلاج بالمستشفى العسكري". توفير النّقل كما تتكفّل المؤسسة ذاتها بتوفير وسائل النقل للمرضى قصد إعادتهم إلى مقر سكناهم. وفي حالة ما إذا كانت المرحلة الاستشفائية تتطلب أياماً فإن المؤسسة توفّر المبيت للمنخرطين القادمين من خارج الرباط"، كما أنها تتكفّل بالإجراءات الإدارية المرتبطة بالاستشفاء خارج أرض الوطن، وبإجراءات الدفن ونقل الجثامين. وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2019، تمّ استقبالُ 6338 منخرطاً يتبعون مؤسسة الحسن الثاني للقدماء العسكريين والمحاربين، مقدمةً 59 استفساراً اجتماعياً. كما تدخّلت المؤسسة لدى الأطقم الطبية التابعة للمستشفى العسكري لصالح 300 منخرطٍ، بينما تمّ نقل 44 مستفيدا إلى مستشفيات خارجية لتلقي العلاج. دعم نفسي وشكر مستفيد عسكري قضى سنوات في الجندية، وهو القادم من جبال الأطلس، "مؤسسة الحسن الثاني قامت بنقلي مجاناً من الحاجب إلى مكناس ثم إلى المستشفى العسكري بالرباط من أجل إجراء عملية على القلب وقد كلّلت بالنجاح"، مبرزاً أنّ "الخدمات المقدمة هنا جيدة وأشعر كما لو أنني وسط عائلتي، لقد قدّموا لنا الدعم وتابعوا حالتي خلال كلّ أطوار الاستشفاء". وقال مستفيد آخر: "كنت جندياً في منطقة آسا جنوب البلاد، ولما أتممتُ خدمتي العسكرية اتصلت بي المؤسسة وقدّمت لي بطاقة الانخراط وأصبحت أستفيد من خدماتها"، تابعاً كلامه "أشكر الملك على هذا المستشفى الذي يقدم خدمات جليلة، الأطباء هنا أكفاء ويقدمون لنا أدوية بالمجان (...) الأمور تمرّ في ظروف جيدة". أما مستفيد آخر خرج لتوّه من الحياة العسكرية بعدما كان جندياً في القوات الجوية لجأ إلى المستشفى العسكري للاستفادة من حصص تصفية الدّم فقال لهسبريس: "أقوم بالدياليز 3 مرات في الأسبوع الأمور سلسة، الأطباء يتعاملون معنا تعاملا إنسانيا".