ولدت غيثة الفائز ذات الأحد عشر ربيعا بعاصمة المغرب العلمية مدينة فاس، حين قرر أبوها أن يهاجر مع عائلته الصغيرة إلى كندا من أجل منح فرصة تعليم أفضل لأبنائه. فبدأت غيثة مشوارها التعليمي في سن الخامسة من مستوى الحضانة - حيث تتوفر كل المدارس الحكومية بالإقليم على هذا المستوى – فكانت لا تتكلم ولا تعرف ولو حرفا واحدا باللغة الفرنسية. واستمرت في المراحل التعليمية حتى بلغت المستوى السادس والأخير في الابتدائي. ومع مرور الأيام اكتشف الأب أن لدى غيثة نهم كبير للقراءة والمطالعة، أعانها على ذلك حصص القراءة الإلزامية الصباحية في الفصل الدراسي ووجود المكتبة المدرسية الغنية في كل المدارس التي مرت بها بالإضافة إلى المكتبات البلدية المتاحة في كل حي من المدينة والتي تتوفر على ملايين الكتب جديدة الإصدار والجيدة. لا يمر أسبوع دون أن " تتسوق " غيثة مجانا عدتها من الكتب التي تعشق قراءتها سواء من المكتبة المدرسية أوالبلدية. وشرعت بعد ذلك من تلقاء نفسها تكتب قصصها الخاصة بها ومن ثم جاءت فكرة الإنتاج عوض الاستهلاك دائما. فشجعها أبوها على الكتابة وبين لها المراحل التي يمر بها الكتاب منذ ولادة الفكرة إلى مرحلة النشر. وتم الاتصال بإحدى دور النشر التي قبلت عرض النشر وهكذا أصبحت غيثة أصغر كاتبة مغربية في كندا. خلاصة القول أن التفوق المدرسي للتلميذ ونجاح العملية التعليمية ككل تنبني أساسا على مسؤولية الدولة التي توفر الفضاءات والتجهيزات الملائمة للشعب ، ومدرسين ومدارس في المستوى،ومكتبات مدرسية وعمومية في كل الأحياء، وتنبني كذلك على حرص الآباء والأمهات على متابعة أبنائهم وتربيتهم على المبادئ والعادات الحسنة ، كما تنبني على الطبقة المثقفة والعلماء والكتاب والمبدعين الذي يناط بهم إنتاج ثقافة أصيلة تزرع في النشء حب المطالعة والاستكشاف من خلال كتب ذات جودة عالية في مختلف مجالات العلم والمعرفة. * باحث من كندا