نظم تلاميذ ثانوية ابن الهيثم التأهيلية بمدينة إمنتانوت، التابعة لإقليم شيشاوة، اليوم الاثنين، وقفة احتجاجية تنديدا بهدر الزمن المدرسي على إثر الإضراب المفتوح لأساتذة أطر الأكاديميات، الذي تم تمديده بعد الحوار الأخير لوزارة التربية الوطنية مع منسقي هذه الفئة، بحضور النقابات الأكثر تمثيلية. وحضر مشكل السنة البيضاء في كل الشعارات التي صدحت بها حناجر المتمدرسين داخل هذه المؤسسة، مستنكرين أن يؤدوا ضريبة أزمة لا علاقة لهم بها، ومنددين بعدم الاهتمام بمصيرهم، خاصة تلاميذ المستويات الإشهادية المقبلين على الامتحان الابتدائي والإعدادي والثانوي. وطالب المحتجون باستحضار مصلحة تلاميذ الأقسام الإشهادية، الذين يعانون من تأخر التحصيل الدراسي أمام برنامج دراسي طويل، يستحيل الانتهاء من مجزوءاته فيما تبقى من الأيام. وكانت التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد قد قررت في مجلسها الوطني، الذي نظم يوم الثلاثاء بمراكش، تمديد الإضراب إلى غاية الخميس 25 أبريل، قابل للتمديد، مؤكدة أن الحوار هو المسلك والحل الوحيد لهذه الأزمة. كما تم الاتفاق على مواصلة الاحتجاج حتى إسقاط نظام التعاقد والإدماج الفوري للأساتذة في النظام الأساسي لوزارة التربية الوطنية. وبسبب حالة الاحتقان وتوقف الدراسة بالعالم القروي وتعثرها بالمجال الحضري أزيد من شهرين، دقت الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب ناقوس الخطر، محذرة من أن هذا المنزلق الخطير سيذهب ضحيته أبناء الفئات الهشة. ونددت هذه الهيئة بشدة بما وصفته ب"العبث" الذي يستهدف الأسر ومتمدرسيها "نتيجة التوقفات المسترسلة للدراسة"، محملة المسؤولية الكاملة لجميع الاطراف، حكومة ووزارة وصية ومضربين، بعدم استحضارهم مصلحة المتعلمين والمصالح العليا للوطن، ووقوفهم عند حدود التعنت السلبي الصغير، الذي مهما عظم في نظر البعض فإنه يبقى صغيرا قياسا مع المصالح العليا للوطن، حسب بيان للفيدرالية، توصلت به هسبريس. وشجب البيان ذاته "العبث غير محسوب العواقب والمتسبب في ضرب مبدأ تكافؤ الفرص بعدم تأمين الزمن المدرسي للمتمدرسين، والإجهاز الكلي على ما تبقى من مكتسبات المدرسة العمومية، التي هي الملجأ الوحيد والأوحد لأبناء الشعب المغربي، وخاصة بالعالم القروي"، مشيرا إلى عزم الفيدرالية على "تنظيم وقفات احتجاجية مستمرة في كل ربوع المملكة في حالة عدم إيجاد حل فوري لهذا المشكل العويص، الذي يهدد مصير المتعلمين، وخاصة المقبلين على الامتحانات الإشهادية".