في الوقت الذي تحدث فيه دفاع الصحافي توفيق بوعشرين، مؤسس جريدة "أخبار اليوم" المدان ابتدائيا بالسجن 12 سنة بتهمة الاتجار بالبشر، عن أن موكله تعرض لاعتقال تعسفي يجب رفعه، خرجت منظمة هيومن رايتس ووتش (HRW) لتثير أن إدارة سجن عين برجة تحتجز بوعشرين في نظام عزلة تعسفي. وقالت المنظمة الحقوقية إن الصحافي بوعشرين، منذ إيداعه السجن في شهر فبراير من سنة 2018، لم يتم السماح له بملاقاة باقي السجناء ولا الحديث مع موظفي السجن، وهو ما يعد، بحسبها، إجراء قاسيا ولا إنسانيا. وأوردت هيومن رايتس ووتش، في بيان لها، أن بوعشرين يعيش في "نظام عزلة تعسفي منذ أكثر من سنة"، لافتة إلى أن "السلطات لم تسمح له بلقاء السجناء الآخرين وتبادل الحديث مع موظفي السجن. يعتبر هذا الإجراء قاسيا ولا إنسانيا بموجب قواعد الأممالمتحدة". سارة ليا ويتسن، مُديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، قالت، وفق البيان نفسه، "مهما كانت الجريمة المزعومة، لكل مُحتجز الحق في معاملة إنسانية. نظام العزلة القاسي المفروض على توفيق بوعشرين غير مبرر ويجب رفعه". وأشارت المنظمة إلى أن بوعشرين يستفيد من زيارة عائلية أسبوعية لا تتجاوز مدتها 45 دقيقة، وكذا بزيارة محاميه، وبمكالمتين هاتفيتين لخمس دقائق أسبوعيا، غير أن إدارة السجن المحلي عين برجة "لا تسمح له بلقاء السجناء الآخرين، وأعطيت تعليمات للحراس بعدم التحدث إليه. زنزانته مفتوحة خلال فترات من اليوم، ما يسمح له بولوج ساحة إضافية لا يوجد فيها أي شخص آخر. يُسمح له بساعتين من الفسحة يوميا في ساحة من السجن، لكن دائما لوحده". المصدر نفسه أورد أن "بوعشرين طلب زنزانة فردية ومُنحت له بدلا من زنزانة مُشتركة"، غير أنه، بحسب زوجته، "يُصر على أنه لم يطلب ولم يوافق إطلاقا على نظام لا يسمح له بلقاء المعتقلين الآخرين ويحظر على الحراس الحديث معه". وردت المندوبية الوزارية لحقوق الإنسان على "HRW"، قائلة، في بيان لها، إن بوعشرين يحظى بعدد من الامتيازات في السجن، "منها حصوله على تلفزيون وراديو، والصحف اليومية، والاستحمام بالماء الساخن، وخدمة البريد". وأشارت المندوبية إلى أن بوعشرين رفض جمع أغراضه والانتقال إلى غرفة جماعية من أجل الاختلاط بالسجناء، مفضلا البقاء في غرفته، غير أن هيومن رايتس ووتش أكدت أن المندوبية لم تقدم جوابا حول نظام العزلة الذي تفرضه إدارة السجن على بوعشرين. وقالت "HRW" في بيانها "إن اختيار بوعشرين البقاء في زنزانة فردية، رغم منحه خيار آخر، لا يُفسر ولا يُبرر سياسة منعه من لقاء السجناء الآخرين ومنع الحراس من التحدث إليه"، لافتة على لسان ويتسن إلى أن "الفرق شاسع بين منح سجين زنزانة فردية، وعزله عن أي اتصال بشري حقيقي. يُمكن أن يكون الأول فعلا إنسانيا، لكن الأخير إجراء غير إنساني". ويأتي هذا البيان من طرف المنظمة الحقوقية الدولية أياما قليلة على مطالبة محمد زيان، دفاع بوعشرين، المحكمة برفع حالة الاعتقال التعسفي، التي نفاها ممثل الحق العام، قائلا: "حاشا لله أن تكون النيابة العامة تُمارس اعتقالا تعسفيا، نحن متشبعون بحقوق الإنسان، ونحن انتصبنا لآلام الضحايا وتفاعلنا بشكل إيجابي مع شكاياتهن"، ملتمسا الحكم برفض الدفع.